هل من الطبيعي أن تتماهى تصريحات المسؤولين الأميركيين ومواقفهم مع إشتراطات الحوثيين وتحركاتهم؟
حين يصرح المبعوث الأميركي لليمن بأن تسليم المرتبات مرتبط بموافقة الحوثيين على توسيع الهدنة، فأنت هنا لم تعد تفهم ! هل هذا إشتراط أميركي ام أنه بالأساس مطلب الحوثيين منذ البداية؟
وعندما لاترى الإدارة الأميركية في إستمرار الخروقات الحوثية للهدنة ورفع مستوى التحشيد والإستعراض العسكري لقوات الحوثي مايمكن وصفه بالتعدي الصارخ والتحرك المقلق كي يتطلب منها الامر على إثر ذلك وجوبا سرعة تدخلها وممارستها ضغوط حقيقية وعاجلة بغية إيقاف التحركات وتبديدها حفاظا على جهود توسيع الهدنة، فأنت هنا لم تعد تعلم !
هل يأتي الموقف الأميركي المتراخي هذا من باب الحرص على إتاحة الفرصة امام دبلوماسية دعم جهود استمرار الهدنة الإنسانية ام أننا أمام إبتزاز أميركي متواصل، وموقف غير معلن يكشف حقيقة تقاطع المصلحة القائم بين الإدارة الأميركية وسلطة الحوثيين؟
اليوم وأكثر من أي وقت مضى، تبدو الإدارة الأميركية مطالبة حقا بتفسير السبب وراء عدم ممارستها ضغوطا مباشرة وجادة نحو إجبار الحوثيين على الموافقة بتوسيع الهدنة دون شروط إضافية، وليس العكس حين اتجهت مؤخرا للضغط على الحكومة الشرعية بهدف الموافقة على شروط الحوثيين الجديدة؟
ومع ذلك سيبرز السؤال هنا، هل تمتلك قيادتا الشرعية والتحالف القدرة أصلا في مخاطبة الإدارة الاميركية ومطالبتها بتوضيحات مهمة تتعلق بتفسير موقفها غير المفهوم، والمشجع بصورة غير مباشرة لتصرفات الحوثيين المعطلة للسلام باليمن؟
محمد الثريا
