آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-02:36ص

حضرموت والمهرة أمام فرصة تاريخية لبناء عهد جديد بالشراكة مع المستثمر الغربي

الأربعاء - 28 سبتمبر 2022 - الساعة 09:51 ص

عبدالحكيم الجابري
بقلم: عبدالحكيم الجابري
- ارشيف الكاتب


من المخاطر الكبيرة التي يمكن أن تواجه أي شعب هو انهيار دولته، لأنه بانهيار الدولة ينهار كل شئ، ولكن هناك مايمكن اعتبارها حالات فريدة، كأن تنهار الدولة دون أن يتزامن ذلك مع انهيار المجتمع بشكل كامل، وهو المشاهد في الحالة اليمنية، اذ انهارت الدولة فيها الا ان كثير من مجتمعاتها لاتزال قائمة ومتماسكة الى حد ما، رغم ما تعانيه هذه المجتمعات من انهيار في الخدمات والبنية التحتية.

لا توجد منطقة من مناطق اليمن الا ويعيش سكانها أوضاع مزرية، وحتى المناطق التي كانت خارج دائرة النيران المباشرة للحرب، مثل حضرموت والمهرة، فهي تتساوى مع غيرها من المناطق في المعاناة جراء الانهيار الاقتصادي، ويعاني المواطنون فيها من حياة معيشية قاسية، في ظل انهيار الخدمات الأساسية، وتعطل البنية التحتية ومؤسسات النفع العام وغياب العدالة.

مع الزخم الاعلامي القائم هذه الأيام، والحديث عن توجهات أمريكية وبريطانية وفرنسية للاستثمار في محافظتي حضرموت والمهرة، وبالنظر لكون هاتين المحافظتين منطقة مصالح للدول المذكورة، فان هناك ما يدعو الى اشعال شمعة أمل، للخروج من عتمة ليل المعاناة الطويل، الذي يعيش فيه سكان حضرموت والمهرة، بأن نؤسس للتواجد الغربي قاعدة من الشراكة والتعاون، تعود بالنفع على الدول الثلاث ومواطني حضرموت والمهرة.

على السلطتين في المحافظتين واللتان تمثلان حكومتين محليتين، الاستفادة من حالة اللامركزية القائمة، والتي تعتبر واحدة من محاسن الحرب ان كانت لها محاسن، بأن تضعا خطط استراتيجية موحدة لاقامة مشاريع مشتركة، وأخرى محلية خاصة بكل محافظة وكل مديرية ومنطقة فيها، على أن يتم التركيز على ايجاد بنى تحتية حديثة، والاهتمام أولا باقامة مشاريع للخدمات الأساسية، في مقدمتها الطاقة والصحة، والمياه والطرق والموانئ والمطارات، وغيرها من الخدمات المطلوبة لحياة عصرية.

أما الأمريكيون والبريطانيون والفرنسيون، فهم يدركون من خلال تجاربهم السابقة في عدة مناطق في العالم، بأن خلق العلاقات الودية مع السكان المحليين، وتقديم أفضل وأقصى الخدمات لهم، من شأنه خلق علاقات طيبة وايجاد بيئة مناسبة لاستثمار نموذجي، وبالتالي فان عليهم أن يدركوا احتياجات حضرموت والمهرة، وحاجة مواطني المحافظتين للعيش والحياة الكريمة، بأن تعمل هذه الدول على تقديم أقصى المساعدات، فجميع خدماتنا متدهورة، وأوضاعنا التعليمية غير جيدة، والبطالة تتهدد شبابنا بالضياع، ولا نطلب ذلك استجداء انما هو حق لنا كمنطقة استثمار كبرى لهم، وبأننا وهم أصحاب مصلحة مشتركة.

على السلطتين في حضرموت والمهرة أن تتوحدا، وأن تواجها الدول الثلاث بمواقف موحدة وشجاعة، وأن تنطلقان من كونهما أصحاب الأرض وتستندان لشعبهما، وعلى الأمريكان والبريطانيين والفرنسيين أن يدركوا تماما، ان لا استقرار لهم الا برضى سكان المنطقة، وان الاهتمام بتطوير هذه المناطق ومساعدة سكانها من أولى أولويات أي جهات استثمارية، واننا نتطلع الى شراكة حقيقية، تعود بالفائدة على حضرموت والمهرة وهذه الدول، وأن تشهد المنطقة مزيدا من الاستقرار والتنمية، وبما يشجع على اتساع دائرة المهتمين بالاستثمار في حضرموت والمهرة، باعتبارهما منطقتين واعدتين، وانهما من أكثر المناطق استقرارا، وشعبهما من أكثر الشعوب المدركة لأهمية الاستثمارات، ولديه من الخبرات مايكفي ليكون دافعا قويا لنجاح مشاريع الاستثمار في مختلف المجالات.