تخلت العاصمة المؤقتة عدن عن الثورة ، والاحتفال باعيادها ، ونهضت بها مأرب ، واحيت يوم الجهمورية وعيدها الوطني الستين بصورة تفوق الخيال ، و حازت على رضا قلوب ابناء اليمن في الداخل والخارج ، واستحوذت على مشاعرهم ، وعدن غارقة في جدلها البيزنطي العقيم وتنكرها السقيم لتاريخها النضالي والوطني ، وجددت مأرب عمق حضورها المتجذر في مشهد الاحداث كصانعة وموجهة لها .ولا اعلم باي طريقة يمكن ان تقرأ رسالة الاحتفال الذي حمل عنصر المفأجاة للجميع ، ودفعهم لتساؤلات كبيرة ولا حد لها ، عن سر انبعاث جيش الجمهورية اليمنية من جديد بعد سنوات من الضياع ؟ و استحكمت عقدة اليأس في العثور عليه ، ومن هو مهندس اعادة الانبعاث والتصميم لجيش الوطن الجرار بجسارة قوته ومهارته القتالية العالية ؟ وكم استغرقت عملية اعادته من ربقة المستحيل ؟ وكيف جرت عملية اعادة تأهيل قواه البشرية و جاهزيته القتالية ؟ تلكم من اسرار الجيوش العظيمة التي لاتموت والمتجددة الدماء والقدرات والارادة لانها جيوش امة ووطن لا جيوش من المارقين .وعانقت مأرب بمعاني الفخار والتاريخ امجادها السبتمبرية وفي كبرياء ، واحيت الامال في امكانية اعادة هندسة الوطن المشطور مابين صنعاء وعدن ، و اثبتت بانها مرتكز وعمود خيمة الوطن اليمني الاتحادي الجديد . ولاحت في عيون سلطان مأرب وقيلها السبيئي المعاصر نائب رئيس المجلس الرئاسي الشيخ سلطان العرادة كعارض مبارك امنياته الخفية والعارمة باحتضان العاصمة المؤقتة عدن للاحتفال باليوبيل الماسي لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة ، لكنها تظل من امنيات الوطن التي لم تجد عدن قرأتها بشكل صحيح لانها مسلوبة الارادة والقرار .
