آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-09:46ص

اليوم الموعود

الثلاثاء - 27 سبتمبر 2022 - الساعة 07:22 م

القاضي عبدالناصر سنيد
بقلم: القاضي عبدالناصر سنيد
- ارشيف الكاتب


مامعنى ان تكون مسئولا سؤال يتجاهله الكثير  منا اما خشية من الإجابة  اما لمعرفة ان الإجابة ستكون قاسيه بل و مؤلمه عليه لاننا جميعا مقصرون وكل مايدور في بلادنا بشكل او اخر نحن مسئولين عنه فالذين يجلسون اليوم على  هذه الكراسي الوثيرة ينعمون بالاموال بمختلف الوانها   غير مبالين ولا مكثرثين باي طريقه اكتسبوا  هذه الاموال  وامتلكوا هذه العقارات ... هم بالطبع ليسوا خالدون  فغدا سيكونون في  مراقدهم  وحيدين  وخائفين  ينتظرون الحساب و ينظرون الى  سجلات عظيمه فيها  كل اعمالهم مدونه وموثقه ومشهوده  كل ما قاموا به في الدنيا قد تم احصاءه فماذا  سيفعلون  في هذا الموقف هل سيبكون ! هل سيقولون ببساطه  نحن اسفون !  ماذا سيقولون و هم يقفون  امام محكمه ليس  لها باب  و ليس فيها حاجب ينادي برقم القضية و اطرافها  وليس  فيها نيابة عامه يصدر عنها قرارات الاتهام  وكذلك على قائمه بالأدلة التي سيواجهونها وملف متكامل مفهرس بعنايه موقعا عليه  لاثبات محتواه حتى لايقوم فلان او علان ببتر محتوى ملف القضية خدمة لفلان او علان وليس هناك محامون يدافعون عنكم  ويقدمون نيابة عنكم  الطلبات والدفوع بمختلف انواعها لاجل اخفاء عيوبكم  و لكي يظهرونكم  بمظهر الحمل الوديع  وهم يعلمون انكم فاسدون ولن تجدوا احدا من الذين كانوا يهتفون بأسمائكم بالامس ويكتبون عن صولاتكم  بالصحف بل و كانوا  يمجدونكم  و يشجعونكم وباخلاص منقطع النظير على  الفساد الذي كانوا يسمونه بغير اسمه  وكذلك لن تجدوا  في هذا الموقف احدا يقول لكم  ان ماقيل ضدكم عباره عن اكاذيب واشاعات وانكم على الحق   ولن يخرج ناطق باسمكم يدافع عنكم بكل مااوتي من قوه مدعيا بان كل ماقيل عنكم عباره عن اكاذيب   ستلتفتون يمينا فلن تجدوا احدا من حراساتكم ستلتفتون شمالا فلن تجدوا احد يسندكم حينها فقط ستعلمون انكم لاتساوون جناح بعوضه فاين هي اصواتكم الجهيره واين هي كلماتكم الفصيحة  اين هي  بدلاتكم الانيقه الغالية اين  هي القابكم التي كنتم تتفاخرون بها اين هي  المنتجعات التي كنتم تقضون بها اجازاتكم   اين  هي الأطعمة و الملذات التي كنتم تتناولونها  كلها تلاشت ومضت   حتى جاءت ساعتك فهل نفعكم  كل هذا الفساد بشي هل  اعطاكم هذا الفساد لسانا تستطيعون به الدفاع عن انفسكم  او جاء لكم بالاعذار التي ممكن تبررون بها افعالكم  وهل تستطيعون ان تعيدوا عقارب الساعة الى الوراء في محاوله لاصلاح ماافسدتموه  لااظن انكم تستطيعون فعل ذلك .

 شخصيا  احمد الله كثيرا لانني لم اتقلد منصبا مهما  في بلاد انتشر فيها الفساد الذي اصبح قانونا معمولا به في جميع مؤسسات الدوله لكنه غير مكتوب وغير مرئي واصبح من يريد الاصلاح مكروها منبوذا بل  ومحجورا عليه اصبح الجميع  يشجعون الفساد بل   ويباركونه  كل ذلك سيذهب و سيقف الجميع وحيدين و خائفين  هل فكرتم قليلا  ماذا ستفعلون حينها والى من  ستلجئون ؟  وهل فكرتم  ماذا ستقولون وباي كلمات  ستلقون مرافعتكم الختامية وهل سيسمح لكم بفعل ذلك هذه الأسئلة موجهه لكل مسئول في حكومتنا الغير رشيده  فانتم لاتملكون سوى  يومكم هذا الذي تعيشونه  والغد الذي قد لاتدركونه وماض  اليم  تريدون نسيانه    فانا ادعوكم جميعا وادعوا كل مسئول في الوظيفة العامة كان حجمه صغيرا او وزنه كبيرا ان  يستعد ويعد نفسه لهذا اللحظة فهي قادمه لا محاله لماذا كتبت ذلك ليس لانني انتمى للملائكة وكذلك لست من زمرة الشياطين لكن لكي اذكر نفسي اولا  قبل ان اذكركم بهذا اليوم .