آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:36ص

مسؤولون سجلهم التاريخ في صفحاته

الإثنين - 26 سبتمبر 2022 - الساعة 12:00 ص

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


عندما كان الأستاذ عبدالقادر باجمال رئيسًا للحكومة رفض إعطاء المعلمين قانون المعلم، وقال مهددًا: إنه سيأتي بمعلمين من الخارج، وبعد ذلك وجه الرئيس الصالح بإعطاء المعلمين قانون المعلم، فحسبت لصالح وأضاعها باجمال، وكذلك رفض باجمال أي زيادة على معاشات المتقاعدين، ووصفهم بالشريحة الميتة، فسجلت في تاريخه.

في العام الماضي طالب المعلمون بزيادة في رواتبهم، فخرج الأستاذ أحمد حامد لملس ووعدهم بمئة ريال سعودي، وسلة غذائية شهريًا، فلم تأت المئة الريال، وجاءت السلة مرة واحدة، وتعقبها العافية، قبلها أو بعدها وعد الجعدي الأكاديميين بانتزاع مطالبهم، فأخذ الأكاديميون شخط الجعدي، وضاعت المطالب، فسجل الجعدي شخطًا له بين شخوط المسؤولين، واليوم يعود الأستاذ أحمد حامد لملس لوعوده مع المعلمين، ولكن المعلمين رفضوا كل وعوده وشخوطه، وتدخل الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، ولكنه أعطاهم إياها على بلاطة، قائلًا: إن البنك فاضي، وهكذا ستظل كل الوعود تسجل في تاريخ أصحابها.

بكى الأستاذ محمد سالم باسندوه على حالة شعبه، فضحك الشعب على تلك الدموع، ثم بكوا بحرقة على أمثال باسندوه، وسجل التاريخ دموعه الغالية تلك، فمنذ ولادة هذا الشعب لم يبك عليه أحد من المسؤولين إلا طيب الذكر الأستاذ محمد سالم باسندوه..

رسالة نوجهها لكل مسؤول مفادها: لماذا لا ينبري مسؤول من العيار الثقيل كعيدروس الزبيدي أو العليمي، ويعلن عن زيادة رواتب الموظفين خمس مئة في المئة؟ وساعتها سيضع الشعب صوره في سياراتهم، وعلى منازلهم وسيهتفون باسمه في كل وقت وحين، وسيكون اسمه أكثر الأسماء المنتشرة بين مواليد اليمن الجدد.

ماذا استفاد باجمال عندما وقف عائقًا أمام مطالب شعبه؟ ماذا استفاد لملس من محاولاته كسر إضراب المعلمين، وعدم الإيفاء بوعوده؟ ماذا استفاد الجعدي من كسر إضراب الأكاديميين؟ ألم ينظروا إلى دموع باسندوه كيف رفعت من مكانته بين أبناء شعبه؟ وهي مجرد دمعات أنزلها بحرقة على شعبه، فكيف لو أنه أعلن زيادة مئة في المئة فوق رواتب الموظفين؟

رسالة لكل مسؤول اعملوا للشعب، وستجدون ذلك في سفركم بعد حين، فالمناصب زائلة، ولكن حب الناس باق ما بقي التاريخ يكتب، فمن من المسؤولين سيقول أنا لها أنا لها؟