في صبيحة يوم الأحد ١٨/ ١١/ ١٩٧٩م أطلت علينا أشعة الشمس من جهه لاتحجبها الجبال المحيطة بالقريه، لتدفئ اجسامنا الباردة، متلذذين بلذعاتها الحارقة بنشاط وهمه عاليه تعانق جبال الشارق وشمسان والموصف والتعكر والبارك، وفي وقت مبكر من ذلك اليوم حضر الأستاذ النشيط ، المتحمس للعمل الذي انسجم وتأقلم بالمنطقة ويمتلك مواهب فنية رائعة أنه سليمان بكر مبارك قادماً من منطقة فلسان والذي تفاجئ فعلاً بقدومي أنا ومن معي بالأمر الاداري وهم:
محمد احمد سعيد الله يرحمه واحمد عبدالله الكحه، كما استغرب وانذهل لشكل غرفة السكن ونظافتها، وماتوفر فيها من مواد واعتبر ذلك بداية طيبة وخطوة ممتازة لضمان استقرار المعلمين وانتظام الدراسة بالمدرسة ، كما حضر بنفس الوقت الأستاذ عبدالرحمن صالح عبدالله الذي كان يشغل وظيفة النائب السياسي بالمدرسة وبعد تبادل الآراء حول ترتيب وتنظيم عملنا فقد أتفقنا في ذلك اليوم على الآتي :
١) ضرورة ترتيب أمور العزبة واستكمال شراء ماتبقى من مواد ناقصه بحكم توفر المبلغ (٢٠) دينار من ادارة الاشراف وعليه فقد تم تكليف الأستاذ سليمان بالذهاب الى سوق السعدي لشراء كافة مواد ومتطلبات العزبة بموجب الكشف المدون، واضافة الى ذلك تكليفه بارسال الأمر الأداري الخاص بنقل المعلمين من مدرسة المنصورة الى مدرستنا مع أصحاب سيارات الرباط المارين بسوق السعدي.
٢) يقوم بقية الحاضرين بحصر وجرد كافة ممتلكات المدرسة من كتب وآثاث وملفات ونتائج وسجلات لعمل فيها بيان رسمي من ثلاث نسخ يتم نسخها على كاربون، وتنسخ لمجلس الآباء ومكتب الاشراف وعمل فيها محضر ، وهي بمثابة استلام الادارة وممتلكات المدرسة ،
ومن خلال مراجعة النتائج والتقرير السنوي والجداول
أتضح أن المدرسة تتكون وضعيتها بذلك العام حسب التالي
م. الصف عدد الطلاب
١) الأول ٢٤ + ٥
٢)الثاني ٢٤ + ٤
٣)الثالث ٢٥ + ١٨
٤) الرابع ١٧ + ١٣
٥)الخامس ٣٨ + ١٤
٦) السادس ٢٧ + ٤
٧) السابع ٣٤ + ٤
٨) الثامن ١٨ + ٠
الاجمالي ٢٠٧ + ٦٢
وتعتبر مدرسة ظلمان من المدارس المكتملة للمدرسة الموحدة ذات الصفوف الثمانية من الصف الأول إلى الصف الثامن موحده بذلك العام والذي طبقة فيها المناهج التعليميه للسلم التعليمي الجديد أتضح لنا ذلك من خلال لقاءات مدراء المدارس على مستوى المركز الاداري رصد وهي من بين (١٣) مدرسه والمدارس هي :
سرار وحمومه والمنصورة العدنه و الشعب وهرمان وظلمان والخشناء والعمري وحرد وعمران ورخمه وظبه
ومن خلال مراجعة البيانات والسجلات المدرسية ووثائق المدرسة أتضح كذلك أن المدرسة تأسست مطلع السبعينات من القرن الماضي لكن السؤال المحير الذي كان يدور ببالي هو كيف المدرسة قيد الإنشاء اي حديثة البناء (جديدة) ؟؟ أذن اين كان يدرس الطلاب قبل بناء هذه المدرسة ومن خلال الاستفسارت تحصلت على بعض المعلومات التي تفيد بأنه كان طلاب ابناء ظلمان والموصف في بادئ الأمر أثناء تأسيس المدارس والتحاق الطلاب للدراسة بعد الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر عام ١٩٦٧م كانوا يلتحقون بالدراسة في مدرسة الشعب (الخربه) وتعتبر تلك المدرسة الأم لمناطق وقرى السعدي ، لكن نظرا لبعد المسافات اتفق أهالي منطقة الموصف وظلمان على بناء مدرسه تتوسط القرى يكون موقعها في (اللكمه) مابين الموصف وظلمان تحت مدرسة الموصف حاليا ،
طبعاً كان تحديد موقع المدرسة في هذا المكان توافقي وغير ملائم ، أي دون مراعات المستقبل للتوسع سواء في الصفوف الدراسية أو ساحة المدرسة ، وبدأت الدراسة فيها من عام ٧٢/ ٧٣م واستمرة الدراسة بتلك المدرسة ما يقارب سته أعوام دراسية ، وكان آخر مدير لها الأستاذ علوي عبدالله عثمان الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته، وعندما أصبح هذا المكان غير ملائم ولا قابل للتوسع أضطر الأهالي البحث عن مكان آخر لبناء صفوف دراسية وفق مواصفات هندسية لتجنب الاخطاء السابقة ! ووقع الأختيار على هذا المكان وبتكاتف الاهالي ونشاط اللجان الاهلية بالمنطقة تم تجهيز هذا المبنى بوقت قياسي وتجهيز حوالي خمسة فصول دراسية وانتقل اليها الطلاب بالعام الدراسي ٧٧/ ٧٨م بفصول دراسية من الصف الاول إلى الصف السابع للتعليم الموحد،
كانت هذه معلومات اوليه عن المدرسة لكن ما يهمني كمدير جديد للمدرسة هو معرفة القوة الوظيفية المتواجدة بالمدرسة وتخصصاتهم وكيفية توزيع المواد الدراسية وبدء العمل الدراسي بالمدرسة ،المهم اعطونا قليل من الوقت لتجهيز وجبة الغداء، لا تروحون بعيد بعد الغداء لنا موعد معكم تابعونا في الجزء (5)
