تأبى عصابة الإجرام الحوثي إلا أن تقدم نفسها للداخل اليمني والخارج في أقبح صور التبعية لإيران.
غير عابئة بالثمن الفادح الذي يدفعه اليمنيون من دمائهم ومقدرات اجيالهم المستقبلية، ثمنا لهذه التبعية المطلقة.
وفي كل فعالية ومناسبة تؤكد هذه الميليشيا الانقلابية إصرارها على مواصلة القتل والتدمير ،بوتيرة عالية.
وهذا ماعبرت عنه قيادة الميليشيا الحوثية الاسبوع الماضي في صنعاء، من خلال استعراضها لشعارات الموت وآلية القتل والتدمير المطلية بلون إيران السياسي (الاخضر)،في ميدان السبعين (المكان الذي تجسدت فيه اهداف ثورة سبتمبر المجيدة التي إطاحة بالحكم الامامي عام ٦٢) .
وفي ذات الوقت الذي كانت فيه الميليشيا الانقلابية تستعرض آليات الدمار في ميدان السبعين ،كان العميد طارق صالح رئيس المجلس السياسي للمقاومة الوطنية يفتتح مطار المخا الدولي الحديث .
هذا الحدث الحيوي في المخا كان له أثره البالغ، ليس في الرد على العرض الميليشاوي في صنعاء .
ولكن في إدانة المشروع الحوثي الانقلابي برمته، واثبات عدم أهليته للبقاء بين اليمنيين.
فالتزامن بين الحدثين أعاد إلى الأذهان مدى الفارق المهول بين مشروعي المقاومة والانقلاب وبين القائمين عليهما.
فالمطار الذي افتتحه طارق صالح في مدينة المخا لم يكن مطارا تم افتتاحه لأهداف عسكرية تعزز قوة المقاومة .
ولكن تم افتتاحه كمطارا مدنيا دوليا تم استحداثه وبنائه خلال أشهر وفق مواصفات ومقاييس دولية كشريان جوي يربط اليمن بافريقيا والعالم من حولها ويسهم إلى حد كبير بكسر الحصار الذي فرضته الميليشيا الحوثية في محافظة تعز و كل المحافظات اليمنية الواقعة شمال وغرب اليمن والتي اعادتها سلطات الميليشيات إلى العهد الامامي البائد الذي غادره اليمنيون قبل ستين عاما.
كما إن هذه المقارنة توضح لنا مجددا مدى الفارق الشاسع بين مشروع الانقلاب الحوثي الذي لا يقدم لليمنيين سوى الموت ولا يتوعدهم بغير الهلاك وتجميد الحياة ، إلى حد انهم اقدموا على حشد عشرة الف طالب اجباري من مختلف المدارس واجريت لهم تدريبات عاجلة بهدف الاستعراض بهم في ذكرى (٢١ من سبتمبر) التي يصفها كل المواطنين بأنها نكبة لليمن واليمنيين بكل المقاييس
وقد تبين لليمنيين جميعا وفي مقدمتهم الواقعين في أسر السلطة الانقلابية الحوثية أن مشروع المقاومة في المقابل يسعى لتوفير شروط الحياة الإنسانية الكريمة لكل اليمنيين على حد سوى ، ويؤثر المصالح المدنية على الحسابات العسكرية.
كما أن التزامن بين افتتاح مطار دولي في مديرية تابعة لمحافظة تعز على ساحل اليمن الغربي، وبين العرض الميليشاوي الدهماوي في العاصمة صنعاء التي حولها الانقلاب إلى قرية بائسة، يعيد إلى اذهاننا معرفة الفارق الكبير بين أبناء الائمة السلالية من أصول هاشمية وبين أبناء الرؤساء الجمهوريين من أصول حميرية قحطانية.
فهذا العميد طارق صالح يوثر مصالح المدنيين على حساباته العسكرية ويفاجئ الجميع بافتتاح مطار مدني يكسر الحصار المفروض على محافظة تعز وبقية المحافظات، فيما أمام مران لا يسعى الا لتكريس عزل اليمن عن محيطها الإقليمي والدولي خارجيا وتمزيق نسيجها الاجتماعي داخليا.
وهذا الفارق لوحده كفيل بإذكاء صحوة عقول وضمائر اليمنيين المخدوعين بخطاب الحوثي ومزاعمه الدينية الباطلة.