آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:59ص

لايمكنك أن تصنع تاريخا أخر يعادله مهما حاولت

الأحد - 25 سبتمبر 2022 - الساعة 02:59 م

جاكلين أحمد
بقلم: جاكلين أحمد
- ارشيف الكاتب


مرت سنوات طوال ونحن نراهم يحتفلون ب ثورتي ٢٦ سبتمبر  و ١٤ اكتوبر و يعيدون الاحتفال كل سنة وبنفس الطريقة ونفس الأسلوب و ينسبون فضلهما لهم فهم الأفذاذ وهم حماتها وبناة مكتسباتها .

ولد ذلك الإسراف في التملك لهاتين الثورتين بعض الفتور لدى الكثير خاصة ممن كبروا لكنهم لم يروا فضلا ولا مكتسب لثورتين نعيد ونزيد عن ما احدثتاه من فرق لم يره أحد، أو  لم يشعر به أحد أو هكذا كنا نظن .

لكن الوقت كان كفيلا بأن يرينا ذلك الفرق جليا بين فريقين فريق شمالا يكن العداء ل٢٦ سبتمبر بكونها خطفت الحكم منهم و هم أصحاب الحكم وآله و كل نفس على أرضها ملكهم ولهم ،ولهذا فإن ثورة ٢٦ سبتمبر في نظرهم نكبة حرمتهم هذا التسلط وجاء الوقت للانتقام منها ومحوها من خريطة التاريخ وإحلال عيد آخر . يحاولون جاهدين أن يعيدوا برمجة عقول أجيال قادمة ويصنعون مجدا جديدا عبره ويعيدون به حكمهم .

وجماعة في الجنوب تتفه فكرة نضال شعب وقف ضد المستعمر وضحى بحياته تحت مسمى كانت وكان وياماكان وكنا عايشين في النعيم ولكن الثوار أخرجونا من الجنة بتفاحة ثورتهم المسمومة . وهم وعلى استحياء يحاولون شيطنة ١٤ اكتوبر و محوه من تاريخ الثورات وصنع تواريخ جديدة و أفكار جديدة يشيطنون بها الثوار و ماصنعوه .

نعم سابقا كنت أنظر لثورتي ٢٦ سبتمبر و ١٤ أكتوبر على أنهما مجرد تاريخ و عطلة رسمية لنخلد للنوم لا أكثر، لكني اليوم أعي جيدا كيف أن هذان التاريخان قد سلبا النوم من أعين بقيت تخطط سنوات طويلة حتى تنقض عليهما وتخرجهما من رزنامة الحياة . وعندما يصبح تاريخ ما كابوس يقض مضجع أحدهم فهذا يعني أنه تاريخ لاينسى خاصة عندما يصبح تاريخ لايمكنك أن تصنع تاريخا أخر يعادله مهما حاولت .