آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-02:36ص

اليمن منطقة رمادية

السبت - 24 سبتمبر 2022 - الساعة 09:48 ص

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


المنطقة الرمادية هي المسافة بين الحرب والسلام، وتعيش اليمن هذه الأيام اللاحرب، واللاسلم، فهي بين هذا وذاك، فالأوضاع تشعرك بالحرب فمن بين جوع وفقر وتفجيرات وقراح رؤوس، وحملات عسكرية، ومداهمات، يأتي بالمقابل من يعيش في أوفر حال وأتم نعمة، فعماراتهم تشيد، وقصورهم ترفع، وممتلكاتهم تتضاعف، ولا ندري هل نحن في حرب أم داخلين في نوبة سلام؟

اليمن هي المنطقة الرمادية في هذا العالم، فالمواطن يعيش أعوام الرمادة منذ العام 2015م، فبعض الأسر لا تجد ما تأكله ناهيك عن التطبيب، والتعليم، والكسوة، وغيرها.

اليمن هي المنطقة الرمادية التي لم تفصح عن نفسها بشكل واضح، فالبلاد كما نسمع في حالة حرب، وأمور الساسة والهوامير في أفضل حال وأتمه.

 اليمن اليوم رمادية اللون، فلا هي نحو البياض مائلة، ولا إلى السواد يبدو لونها، فهي رمادية اللون، وأهلها بين فئتين فئة تتجاوز الـ90% في فقر مدقع، وعشرة في المئة تجاوزوا مرحلة البذخ، وتجاوزوا ما كان فيه قارون من نعيم، فإن جمعنا مفاتيح، وخزائن، ممتلكاتهم لعجزنا عن عدها ناهيك عن حملها.

اليمن اليوم رمادية اللون بعد إن كانت خضراء تسر الناظرين، وحزبنة بعدما ذهبت سعادتها، وغابت حكمة أهلها التي كانوا يتميزون بها، فالمواطن في وطني يبحث عن لقمة عيشة من بين ركام الحرب، فمتى سيزول هذا اللون الرمادي؟ ومتى تخضر اليمن ويذهب حزنها وتعاستها، وتعود سعادتها؟