آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-04:02ص

 (صراع بين اربع رايات يمنية في ثمان نقاط)      

الجمعة - 23 سبتمبر 2022 - الساعة 06:20 م

جبران شمسان
بقلم: جبران شمسان
- ارشيف الكاتب


 

بدون مقدمات اسمحوا لنا الدخول الى النقاط مباشرة ..                         1) نعجب ونستغرب لمن  ينادون بعودة دولة الجنوب العربي ويرفعون علم اليمن الديمقراطي.. وهذا تناقض كبير وازدواجية...  لان كلا منهما ينسف الآخر .       

  (2) عدن تم دمجها دمجا قسريا في اتحاد الجنوب العربي في ٢٤ سبتمبر ١٩٦٢م، إذ يومها خرجت اكبر مظاهرة رفض واحتجاجات في تاريخ عدن ضد دخول عدن في ذلك الاتحاد.. وقد وثقت الصحافة العدنية ذلك الزخم الكبير وسماه الاحرار حينها (الزحف المقدس) (انظر صحف نفس اليوم وتاريخ ما قبله ومابعده وكذا ارشيف ادريس حنبلة ومكتبته المنقولة الى جامعة عدن). . وذلك في ٢٤ سبتمبر ١٩٦٢ قبل قيام ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ في صنعاء.   

وكان الشرط الذي توافق عليه الجميع هو انه يحق لعدن ان تنسحب من هذا الاتحاد بعد اربع سنوات من ضمها اليه إذا ما أرادت حكومة عدن ولها الحرية في ذلك (كتاب رئيس اتحاد الجنوب العربي في دورته الاخيره-  محمد حسن عوبلي اغتيال بريطانيا لعدن والجنوب). 

بما معناه ان وضع عدن كان مؤقتا وكان آيلا للخروج والانفصال من ذلك النظام في اي وقت بعد الفترة المحددة . وكان لعدن حكومة غير حكومة الاتحاد... نعم كانتا حكومتان.  علما بان اول من رفض في وقت مبكر الدخول في هذا الاتحاد قبل تشكيله هو السلطان الواعي عبد الكريم فضل العبدلي (باني "قصر السلطان' بكريتر عدن في الخليج الامامي بين عامي ١٩١٨و١٩٢٥م ) لان هذا السلطان الحر اعترض على اتحاد بدون استقلال وهو ماكان يطرحه الانجليز (اتحاد ليسس له دخل بالاستقلال). فرفض السلطان ذلك وبعد موته قام الاتحاد (في عهد السلطان فضل بن علي). 

اما  اولاد عبد الكريم الاثنان وهما (فضل عبد الكريم  وعلي عبد الكريم ) فقد اختلفا مع الانجليز  لاسباب مختلفة وهرب فضل في ١٩٥٤ الى السعودية ولجأ علي وجيشه الى تعز في ١٩٥٨. .(3) رفض الشيخ عبد الله المجعلي صاحب دثينة في ابين اواخر الخميسنيات كما رفض السلطان  محمد بن عيدروس العفيفي سلطان يافع السفلى رفض الاثنان المشاريع البريطانية فلجأ الشيخ المجعلي ورجاله والسلطان العفيفي ورجاله الى الشمال اليمني بعد مقاومة باسلة.(4) يكشف رئيس آخر دورة في المجلس الاعلى لاتحاد الجنوب العربي الاستاذ عوبلي رحمه الله في كتابه المذكور آنفا انه بعد قيام ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ بفترة قصيرة عرض الانجليز على النظام الجديد في الشمال تسليم الريف الجنوبي (محميات عدن الغربية) للنظام في الشمال مقابل اعتراف صنعاء بسيادة بريطانيا على عدن وبقائها فيها مع القاعدة العسكرية.  ولكن نظام صنعاء رفض ذلك العرض، واصر على استقلال عدن والجنوب بحكم ان من ضمن اول هدف من اهداف الثورة  السبتمبرية تصفية الاستعمار. (5) عندما انتهى علي سعيد باشا (العثماني التركي) في ١٩١٥م من تحرير الغرب الجنوبي كاملا في شمال عدن ووصل الى ضواحي عدن وهي مدينة الشيخ عثمان في ١٩١٥م  .. عرض القائد علي سعيد باشا على الإمام يحيى حميد الدين ان يتسلم المناطق الجنوبية المحررة ولكن الامام يحيى تجنب ذلك  العرض تجنبا لرد الفعل البريطاني. (6) توجه وفد من علماء الدين من حضرموت الداخل  في ١٩٢٠م الى صنعاء برئاسة العلامة الكبير بن عبيد الله السقاف رحمه الله، الى الإمام يحيى محمد حميد الدين لطلب الوحدة والانضمام الى المملكة المتوكلية اليمنية الجديدة  في دولة يمنية واحدة ولكن الامام تجنب ذلك ايضا (انظر كتاب د. علوي طاهر عدن بين الازدهار والانهيار) . وتنسب الى الإمام يحيى في ذلك العرض عبارة شهيرة وهي: (قدكم على حكم النصارى احسن لكم.). 

(6) ويشير المترجم والكاتب اللبناني المسلم  عز الدين في كتابه: (امارات الجنوب العربي بين عامي ١٩٣٧ و ١٩٤٧) والذي عمل ضابطا اداريا مع البريطانيين في عدن والجنوب، انه في فترته عرض الحكم الإمامي بواسطة وزير خارجيته التنازل عن اية حقوق له في الجنوب للبريطانيين مقابل كسبه لبعض المصالح من بريطانيا؛ ولكن البريطانيين رفضوا ذلك. (7) ويشير الكاتب البريطاني ديفيد ليدجر  في كتابه (الرمال المتحركة) (Shifting Sands) ان هذا الوزير في احدى اللقاءات مع مندوب بريطانيا في خيمة معدة لذلك اللقاء في منطقة حدودية قرب الضالع انه بعد ان اتفق مع المندوب البريطاني على مجمل نقاط الخلاف اتفق معه ايضا على ان يتظاهر بعد خروجهما من الخيمة برفع الصوت امام عسكره اليمنيين بانه ضد سياسة بريطانيا وانه سيقوم بالتفوه والتهجم على بريطانيا وبانها تتآمر على اليمن وانه استعمار بغيض فوافق المندوب البريطاني على تلك المسرحية القصيرة والرخيصة ..وهكذا خرج مندوب الإمام متظاهرا بالتوتر  والانفعال من نتيجة المفاوضات داخل الخيمة وكان ذلك خدعة منه لعسكره وللراي العام المحلي المتابع.  (8) وقد لاحظ بعض المترددين على بريطانيا من بعض المثقفين العدنيين اليمنيين الواعين والمدركين للسياسة البريطانية ان هناك تخادم بين الجهات البريطانية النافذه في لندن وبين الأسر الإمامية من آل البيت (الهاشميين) الذين حكموا اليمن ولجأوا من اليمن الى بريطانيا بعد الثورة واستقروا هناك كلاجئين سياسيين .  

وهذا ما قد يفسر تواطؤ السياسة البريطانية حتى مع الحوثة وافعالهم المشينة من خروقات وعدوان والغام وقنص وقصف عشوائي للمدنيين وظلم .. (على افتراض انهم من آل البيت)  والميل مؤخرا نحو عودة راية الامامة الملكية المتوكلية وهو علم كامل اللون بالاحمر، مع سيف الابيض ونجوم البيض خماسية الشكل عددها  خمس فوق السيف، كما يفسرجرأة دعاة عودة الامامة في المجاهرة بعودتها وثقتهم بتأييد البريطانيين وجهات اخرى لهم.