آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-03:25م

الحوار الوطني في الجنوب.. ماهي الأولويات؟

الخميس - 22 سبتمبر 2022 - الساعة 10:14 م

محمد ناصر العولقي
بقلم: محمد ناصر العولقي
- ارشيف الكاتب


كنت اليوم ضمن المشاركين في اللقاء الذي نظمه فريق الحوار الجنوبي الداخلي مع قيادات السلطة المحلية وقيادات الأحزاب والمكونات السياسية والاجتماعية والنخب والوجاهات والأعيان في أبين ومديريتي جعار وزنجبار على وجه الأخص .
كنت أول من طلب الحديث عقب الكلمات الافتتاحية لرئاسة اللقاء ، وقد ركزت حديثي في صميم نشاط ومهمة فريق الجوار الجنوبي الداخلي على ضوء ما يقوم به في الواقع وما كان ينبغي عليه أن يقوم به .
وقد قسمت حديثي باختصار جدا في ثلاثة اتجاهات :

إولا : الواقع
إن فريق الحوار الجنوبي الداخلي ومع كل الاحترام لشخوصه وجهودهم يحتاج الى أن يعيد النظر في طريقة وأسلوب أدائه فما نراه من لقاءات يعد تكرارا للقاءات الموسعة والاجتماعات العامة الروتينية التي تولي اهتماما بالحشد والجمهرة أكثر من العلمية والتحليل والقيمة والفاعلية ... فالحوار ليس محاضرات وشعارات وكلمات احتفائية ولا برامج نزول نحشد لها الإمكانيات والجمهور ثم نرفع التقارير بأننا نفذنا ونفذنا ونفذنا والحصيلة في الواقع غير ذات جدوى شأنها شأن الفعاليات والأنشطة البروباجندية .
ومن هنا فإن فريق الحوار الجنوبي الداخلي معني بأن يركز على الفاعلية أكثر من الحشد والنوعية أكثر من الكم والمتن أكثر من المقدمات .

ثانيا - الطموح أو ما ينبغي أن يكون
إن جوهر المهمة الوطنية لفريق الحوار الداخلي في رأيي هو : المصالحة الوطنية ( التصالح والتسامح ) والعدالة الانتقالية والاجتماعية بما تعنيه من إنصاف في كافة المجالات السياسية والتنموية والحقوقية ... الخ
بمعنى أنها هيئة مصغرة للمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وينبغي أن تهتم بالدرجة الأساسية بكل ما من شأنه الوصول الى مخرجات آنية وبعيدة الأمد وقابلة للتنفيذ ورفعها الى القيادة السياسية الجنوبية لمعالجة :
١- قضايا وأسباب الصراع السياسي المسلح في الجنوب منذ الاستقلال وتداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية في الواقع والمجتمع الجنوبي وقضية الجنوب .
٢- تداعيات القوانين والإجراءات والممارسات الخاطئة من السلطة والمعارضة والمجتمع منذ ما بعد الاستقلال 
٣- التصفيات الجسدية طوال المراحل السابقة
٤- الاختطافات والإخفاء القسري
٥- القضايا ذات البعد الاجتماعي مثل :
- الثأرات القبلية 
- العنصرية
- الهوية الوطنية الجنوبية ووحدة النسيج الاجتماعي الجنوبي
- الخطاب المناطقي
- التهميش والإقصاء  
وغير ذلك من المواضيع ذات البعد الاجتماعي

ثالثا : التجارب والمبادرات 
من أجل تنفيذ المهمة السالفة فإن فريق الحوار الجنوبي الداخلي عليه الاستعانة بكل الخبرات والكفاءات الوطنية الجنوبية ، واستعمال مختلف الوسائل والأدوات ذات العلاقة بالحوار والعصف الذهني والمكاشفة والشفافية والمصارحة ، والانفتاح على كل التجارب والمبادرات السابقة محليا وخارجيا التي نجحت في هذا الميدان وعلى الأخص تحقيق مصالحة وطنية ونسيج اجتماعي متماسك وتنمية سياسية واقتصادية ومدنية وثقافية وحضارية في مجتمعها ...
وقد ضربت مثلا لمثل هذه التجارب محليا بتجربتي : لجنة أبين الزراعية بين الفضلي واليافعي ما قبل الاستقلال وتجربة لجان الاصلاح الاجتماعية الأهلية في يافع عقب الاستقلال .