آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-06:59ص

الحوار الخاسر

الجمعة - 23 سبتمبر 2022 - الساعة 12:00 ص

رشاد خميس الحمد
بقلم: رشاد خميس الحمد
- ارشيف الكاتب


لقد أسدل الستار على حوار القاهرة بين المكونات الحضرمية والمجلس الانتقالي الجنوبي الطرف الداعي والمنظم لذلك الحوار الذي فضل أن يكون بعيدا عن الانظار و أحاطه بسياج منيع وسري بعيدا عن الاعلام خوفا من تأثير ذلك على جماهيره وردة فعلهم لكمية التخدير  الاعلامي المسيطر على عقولهم  وسيطرة الوهم على نفوسهم. 

لقد بدأ ذلك الحوار بقاهرة المعز غير متكافئ عديم الندية ولا شراكة الحقيقية لأننا أمام طرفين الطرف الأول صاحب الدعوة والممول والمنتشي بوهم الانتصار وهو من يملك القوة وقواته تقف بالقرب من أسوار أهل الأرض. 

وطرف آخر ظهر مشتت الفكرة عديم التنسيق ضعيف التجربة متعدد الانتماءات مع أن الجميع مجمعون على إستقلالية حضرموت في أي تسوية سياسية قادمة وذلك الموقف الذي يعبر عن تطلعات غالبية الحضارم. 

لقد ظل ذلك الحوار الهش يرواح مكانه وينازع نفسه ولم يخرج بأي نتيجة سوى إلتقاط الصور التي لاتغني ولاتسمن من جوع. 

ومن المؤكد أن سبب فشل ذلك الحوار أنه لم توضع الأسس الصحيحة  ولا المنطلقات السليمة  ولم توفر له البيئة المناسبة ولا ظروف السياسية المهيئة فأنئ وكيف يكون له النجاح؟ 

وعلى هامش ذلك الحوار الخاسر تداعات المكونات الحضرمية إلى لقاء ودي بينها وتلك خطوة أولية  رائعة تمثل بداية التقارب ولكن اللقاءات الودية والارتجالية لايمكن ومن غير المعقول أن ينتج عنها وثيقة سياسية فضلا أن تصاغ وتوزع على وسائل الاعلام بتوقيع البعض وتحدث الطرف الاخر أنهم لم يناقشوا أي وثيقة كانت  وذلك مشهد يدل على العشوائية والتخبط ويكرس الانقسام نتج عنه سقوط إعلامي ويسبب في فقدان ثقة الجماهير بتلك المكونات  . 

والأسف الشديد كم ناديناكم عبر مقالاتنا المتعددة  بضرورة التقارب وأن تفتحوا قنوات الحوار بينكم قبل أن تفكروا في محاورة الغير خصوصا ونحن  في ظرف سياسي الخطأ فيه ممنوع بل مرفوض وغلطت الشاطر فيه بألف وسوف يترتب عليها ضياع حقوق وعواقب وخيمة لن تحمد عقباها. 

والحقيقة الراسخة أن حضرموت ماضية قدما نحو مستقبلها  تنطلق من إرادة الانسان الحضرمي القائمة على الاعتزاز بنفسه الكامنة في ذاته  الرافضة لكل صنوف الذل والانكسار وكذلك بجهود أبنائها المخلصين فحضرموت قاطرة لا مقطورة وقائدة ولن تنقاد لا لشمال اليمن ولا جنوبه بل هي شريك أساسي في أي تسوية سياسية الازمة اليمنية.