آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-01:45م

لا خطوط حمراء لأهل الفساد!

الأربعاء - 21 سبتمبر 2022 - الساعة 05:47 م

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


يستمر المشوار في قلع جذور الفساد وتتداعى عروش اللصوصية شيءً فشيءً ما لم يطرأ على هذا الدرب طارئ أو تتحول عزيمة المحاربين.

كم جلب الفساد لهذا البلد كل ويل .. وكم أشقى بجبروته الناس حتى أحال حياتهم إلى الحطام !! .. فصار الفساد والظلم اللذين اجتمعا معاً كاجتماع النار والبنزين، فهل يكون من اجتماعهما نبع في ظلّ .. حوله ورد وياسمين..؟.

قطع أوداج الفساد تضحية مقبولة لدى الجميع في سبيل حياة الوطن .. ولأن الله سبحانه يبغض الفساد والمفسدين .. فقطع دابره تطبيق واستجابة لنداء المولى عز وجلّ الذي قال في كتابه حكاية عن أحد المفسدين حينما حذّره الصالحون من قومه : ( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ).

وحتى لا يستمر ارتكاب المظالم واتساع رقعة الفقر ونهب خيرات البلاد كان لزاماً على الجميع رئيساً ومرؤوساً .. مسؤولين ورعية الوقوف صفاً واحداً موقف المحارب لتلك الآفة المهلكة .. آفة الفساد .. وردع من ينشرها ويريد استمرار معاناتنا سنين أخرى وسنوات مديدة.

ومهما اشتغلت الآلة الإعلامية لبعض المفسدين .. وحركوا أجرأهم كما يحصل هذه الأيام بالتلويح والتنديد والتهديد أن ( فلاناً خط أحمر ) .. خوفاً من إزاحته عن منصبه فتضيع مصالحهم وينقطع حبلهم .. فلا هوادة مع أمثال هؤلاء .. فيجب تجاهل كتاباتهم والإعراض عن نداءاتهم .. ومعاقبتهم إن لم يرجعوا عن تفاهاتهم .. فشر القوم من يدافع عن الفساد ويرجو بقائه من أجل مآربه الأنانية ..

فما بالك إن كانوا من المثقفين ومن صفوة المجتمع ومن نخبة الواعية .. ( فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ).

يجب أن تعود حياة المجتمع إلى طبيعتها .. خالية من أيدي السفهاء العابثين في المال العام وثروات الأمة .. وأن يُرفع شعار { وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا } .. وألا يترك المجال للمبطلين في التصرف في مقاليد الحكم أو المسئولية.

فإنه بعودتهم يعود الفساد كما قَالَ الصحابي الجليل مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : ( إذَا ظَهَرَ الْبَاطِلُ عَلَى الْحَقِّ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْأَرْضِ ).