آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-11:36م

21  سبتمبر،  واليمني المأزوم

الأربعاء - 21 سبتمبر 2022 - الساعة 02:15 م

ناصر احمد بن حبتور
بقلم: ناصر احمد بن حبتور
- ارشيف الكاتب


 

نكبة ٢١ سبتمبر والتي افضت الى انقضاض مليشيا الحوثي على مؤسسات الدولة والسيطرة الكاملة على العاصمة اليمنية صنعاء، لم تكن تلك النكبة من صنع تلك المليشيا منفردة، بل اشتركت معظم القوى السياسية والنخب الاجتماعية في تلك النكبة.. وما 21 سبتمبر سوى يوم التتويج لخذلان اليمني لدولته. فالحقيقة الماثلة اليوم هي ان مليشيا الحوثي ومنذ حربها الاولى ضد الدولة اليمنية في العام 2004، استندت على خذلان اليمني لدولته وتسللت من خلال قوى سياسية ونخب اجتماعية مأزومة رأت في الحوثي مجرد فأس ممكن ان تستخدمه ضد خصومها، فَإِذَا بها افعى تلتهمهم جميعاً..

لقد تماهت الكثير من القوى السياسية والاجتماعية مع ماقامت به مليشيات الحوثي من اجتياح للعاصمة صنعاء، واعتبرت ان ذلك الاجتياح لايخصها ولن يمسها بسوء. أيضاً الكثير من نخب المجتمع كانت تعتبر ما حدث مجرد صراع بين القوى التقليدية واعتبرت الحوثي افضل تلك القوى وعلى يده سوف يتم القضاء كل القوى الشريرة وسيكون الحوثي ذلك المُخلص.. وفي حقيقة الأمر لم تكن هناك اي من القوى السياسية والنخب متقتنعة بالحوثي، ولكنها استسلمت في لحظة ضعف تاريخية لضغائنها واستمتعت بما حدث كنوع من تصفية الحسابات وأغمضت عينيها عن كل مساوى الحوثي.

نعم اجتمعت ضغائن اليمنيين في ذلك اليوم المشؤوم، واسترق اليمني المأزوم النظر لمليشيا الحوثي وهي تجتاح عاصمته واعتبر كل شي وأي شي مما حدث لايعنيه في شي سوى تصفية ما تكتنزه نفسه من حقد على ذلك اليمني الآخر والذي تسبب له في مشكلة ما في تاريخ اليمن.

سيطر الحوثي على صنعاء في يوم الواحد والعشرين من سبتمبر  2014، وانتشر سريعاً في المحافظات وصولاً الى عدن وخسر الجميع وتشرد بدون استثناء ولم يسلم احد من تلك  المليشيا وسلمنا البلاد الى حرب وحروب فرعية اخرى.. ولازال المشهد السياسي اليمني مُنصاع ومستسلم لضغائن قوى سياسية مأزومة.. ولازال المسلسل مستمر وما تشهده محافظات الجنوب ليس سوى تكرار مأساوي لذلك السيناريو البائس.