آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:59ص

يموت الزمار، لكن ماذا عن أصابعه؟

الأربعاء - 21 سبتمبر 2022 - الساعة 10:53 ص

محمد عبدالله الموس
بقلم: محمد عبدالله الموس
- ارشيف الكاتب


 

محمد عبدالله الموس

تذكرت المثل العامي المصري الشهير (يموت الزمار وصوابعه بتلعب) حين كنت أقرأ مقال للاخ محمد غالب احمد، يوجه فيه انتقادات للاخوين، نائب رئيس الجمهورية، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس قاسم الزبيدي والشيخ هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عندما ذكر كل منهما في مناسبتين مختلفتين اسم دولة الجنوب العربي.

نعذر الاخ محمد غالب ومن على شاكلته من الجنوبيين ممن اصبحوا يعيشون خارج الزمن والجغرافيا الجنوبية، لانهم لا يعلمون مقدار الوعي التي وصل اليه شارعنا الجنوبي ومقدار الألم الذي يتذوقه كل يوم بفعل السطو على هويته الوطنية في ١٩٦٧م، ولعل المقام يستحق تذكيرهم بما قاله احد الساسة البارزين ممن حكموا الجنوب وعاد بعد غياب طويل حين قال بعد لقاء بعدد من الشباب اقرب الى المحاكمة قال (الناس تعلمت، على ايام حكمنا كانوا يستمعون ويصفقون لما نقوله).

نحن لا نرى في اليمننة نقيصة، فنحن نحب أبناء المملكة المتوكلية التي حملت إسم المملكة المتوكلية اليمنية في عام ١٩١٨م، عام نشؤ اليمن السياسي على حساب اليمن الجهوي، ولم يكن الجنوب العربي جزاءً منها بالطبع، نحب صنعاء وتعز والحديدة وكل جغرافيا العربية اليمنية واهلها، ولنا اصدقاء اعزاء في كل هذه الجغرافيا، لكننا لا نقبل ان يطبع احد (صك ملكية) بيمننة الجنوب العربي ولسنا (فرع عاد الى الاصل).

يخلط البعض بين الجنوب العربي الجغرافيا، وبين الكيان السياسي (اتحاد الجنوب العربي) الذي أنشئ في اواخر الخمسينات من القرن الماضي، ومع ذلك فأن السلطنات والمشيخات التي لم تدخل هذا الاتحاد كانت طوابعها البريدية تحمل مسمى الجنوب العربي وكان علمها هو علم الجنوب العربي، وكانت تجري حوارات لالتحاقها بالاتحاد، اما الغباء الذي يحكم تفكير البعض بأن هذا الاتحاد صنيعة بريطانيا فلا يراه عاقلا ضربا من العيب، فوحدة جغرافيا الجنوب العربي كان هدفا لكل القوى الوطنية الجنوبية.

خلافا لما يعتقده الجهلاء، فأن لدى كل القوى الوطنية الجنوبية، وعلى راسها المجلس الانتقالي الجنوبي، لديها حصر دقيق لكل جغرافيا الجنوب العربي شبرا شبرا، ولديها حصر دقيق بعدد السكان ومقدار النمو السكاني في الجنوب العربي حتى اليوم، صحيح ان اليمننة طالت حتى وثائقنا وأرشيفنا الوطني، لكن الذاكرة الجمعية الوطنية الجنوبية لا زالت تحتفظ بارشيفها الخاص.

اعيدوا قراءة تاريخ الجنوب العربي يا رفيق محمد واخرجوا من تاريخ (الفرمانات الحزبية) التي كانت تمنع ذكر احداث ورموز وطنية جنوبية كان لها باع طويل في العمل الوطني الجنوبي وفي الكفاح السياسي والعسكري من اجل الاستقلال، تلك (الفرمانات) التي شوهت تاريخنا وجعلته تاريخ مسخ لا ينصف ولا يشبع أجيال اليوم.

عدن
٢١ سبتمبر ٢٠٢٢م