لسنا ضد المجلس الانتقالي الجنوبي كما يذهب البعض إلى تصوره ، وتصويره ، ويشهد الله وهذا اعتراف نسجله هنا نلتقي مع الانتقالي في كثير من القواسم الوطنية المشتركة ومدافعين عن حقه ، وأن يسعى لتحقيق مشروعه الوطني الذي يرفع رأيته ، أكثر من وقوف المحسوبين عليه ، ولا يعني انتقاد أي موقف أو تصرف من أي قيادي انتقالي أو محسوب على الانتقالي ، أو أي قرار يصدره الانتقالي ولانرى فيه مصلحة وطنية عامة ، إننا على عداء للانتقالي ، أو نقف في خندق المواجهة معه ، بالعكس هذه نراها حالة صحية وموضوعية بل ومطلوبة أن يجد أي كيان أو حزب أو حتى حكومة من هم في صفوف المجتمع يملكون الجرأة ويشخصون مواقع السلب ويشيرون إلى مواجع الفساد أو الأخطاء ، لأن ذلك يعطي قيادة هذا الكيان أو الحزب أو الحكومة فرصة لتصحيح الاعوجاج وتصويب الأخطاء ، لأن النظر بعيون الآخرين أفضل بكثير من عيون المحسوبين عليه الذين يسعون إلى تلميع الأوضاع وتغطية الأخطاء خوفا على رزقهم أو بهدف الحصول على مزيد من العطايا ، مع أن ضررهم في هذه الحالة كبير جدا وله تداعيات وخيمة حتى على هذا الكيان أو الحكومة الذي يبقى متقوقعا خلف ستار الوهم الذي يصنعه حملة المباخر.
لانطلب شيئا أو جاها أو منصبا من الانتقالي حينما نتناول بعض مما يوقعه فيه بعض قياداته ، ولله الحمد ، ولعل كثير من قادته يدركون ويعرفون ذلك ، ولكن قيامنا بالنقد أو طرح الملاحظات نابع من حرص على أن يبقى الانتقالي نقيا ومستفيدا من أخطاء وتجارب من سبقوه.
أن مصيبة المجلس الانتقالي تكمن في عقليات كثير من قياداته الذين أسندت لهم مهمات واعطيت لهم مناصب أكبر من حجمهم وامكانياتهم يعني زيما يقولوا بدعاء الوالدين ، ولذلك أساؤوا كثيرا إلى الانتقالي وشوهوا سمعته بل أنهم افقدوه الكثير من رصيده في المجتمع ودعونا نحسب كم هم الذين تخلوا وأعلنوا استقالة من الانتقالي ، وكم حجم الذين يكتبون يوميا عن أخطاء الانتقالي ، وهذه معضلة تتحمل وزرها قيادة الانتقالي التي اعتمدت واختارت أشخاص من ( طرف الشاجب) في كثير من المواقع والمناصب بما فيها حصة الانتقالي في الحكومة.
ينبغي على قيادة الانتقالي الإسراع فيما أعلنت عنه قبل أشهر من اعادة الهيكلة والتصحيح وتوسيع رقعة الاهتمام ومد البصر إلى مدى أبعد من ارنبة الأنف لتتمكن من حسن الاختيار .. لأن الاستمرار على هذا النهج ستكون له آثار مدمرة على الانتقالي وقد بدات تباشيرها واضحة من خلال فقدان الانتقالي لكثير من زخمه وتناقص رصيده في المجتمع.
ونصيحة أخرى ينبغي توسيع الفهم والإدراك لدى قيادات الانتقالي وإعلامه أنه ليس بالضرورة أن يكون كل الناس أعضاء في الانتقالي أو مناصرين له أو مصفقين لخطواته وخطابات قادته ، وانه لا ينبغي معاداة كل شرائح المجتمع وناسه والارتكاز على قاعدة ( أن من ليس معي فهو ضدي ) وبالتالي يجب تخوينه ومحاربته ، بالعكس اهتموا بالمختلفين معكم وناقشوهم واستمعوا لما يطرحون ، حتى ترون عيوبكم التي يخفيها اعلامكم بوضوح.
فضل مبارك
20/9/22