آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-11:56ص

اتجهوا لمخاطبة العالم بدلا من مخاطبة أنفسكم !!

الثلاثاء - 20 سبتمبر 2022 - الساعة 04:33 ص

محمد الثريا
بقلم: محمد الثريا
- ارشيف الكاتب


في ظل التحولات المتسارعة، وفي خضم مرحلة صعبة يتوقع منها ولادة واقع سياسي جديد فان الحاجة الماسة لدى قيادة الانتقالي وداوئر الاعلام التابعة له تكمن في العمل على إيجاد مركز دراسات إستراتيجية يمتلك قدرة صناعة رأي مسموع لدى المؤسسات الدولية ذات العلاقة بالملف اليمني .

إن تركيز الجهود وتبديدها وراء إنشاء هيئات إعلامية قاصرة في مهمتها على إثارة الداخل، والاجتهاد في صناعة صوت خافت لايتعدى صداه حدود الشارع ومسامع الخصوم السياسيين سيبدو ـ في رأيي ـ مضيعة الوقت وإهدار للطاقات ما لم يكن دليل عجز فكري وغياب تام للعقلية الإستراتيجية المواكبة لمتغيرات المشهد السياسي والمدركة لطبيعة تفكير المتحكمين بمسار الصراع والمؤثرين فيه .

هل تعلم من هو صاحب فكرة إنشاء مجلس قيادة رئاسي باليمن بديلا رئاسة هادي؟
تلك كانت فكرة مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية والتي طرحها في مايو2021، كما وسبق لذات المركز التمهيد لتلك الفكرة عبر تقرير أصدره في العام 2020 حمل عنوان "ماذا لو تنحى هادي عن الرئاسة"؟ 
يشكل مركز صنعاء حاليا قبلة مراكز الدراسات الدولية المهتمة بالصراع اليمني، ولاأعتقد ان أحدا يجهل دور تلك المراكز في رسم السياسات الخارجية، وصناعة تصورات حل الصراعات، وبخاصة بعد أن أصبحت مؤخرا قريبة جدا من دوائر صناعة القرار الدولي .

وفي تقديري ان الكيان السياسي العاجز عن إيجاد مركز دراسات إستراتيجي معتمد وربما الغائب أساسا عن أهمية ذلك الدور في تسويق أفكاره وتصوراته الخاصة لدى أروقة القرار الدولي ودهاليز السياسات الخارجية ذات الصلة لاشك سيظل عالقا في زاوية التكتكة الداخلية ومنفصلا عن واقع استراتيجيات إدارة الصراع .
إذا كان مجرد فكرة إنشاء مركز دراسات ولم يتم الإلتفات الى أهميتها، وإستشعار مسؤولية التعاطي معها كمقتضى وحاجة متاحة في متناول اليد ! فكيف هي الحال حينها مع مقتضيات وضرورات أكبر تتعلق بمرحلة إستحقاقات نوال السلطة، ومتطلبات فرض المشروع السياسي؟!

محمد الثريا