آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-07:45ص

هل الجنوب ذاهب للانفصال حقاً؟

الإثنين - 19 سبتمبر 2022 - الساعة 12:00 ص

منصور بلعيدي
بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


ذا كان الجنوب ذاهباً إلى الانفصال لا محالة وهناك قوى دولية جادة في دعم عملية الانفصال - وهي ليست جادة في رأيي - لكن نقول ذلك جدلاً.. فإني أرى ذلك شيئاً طبيعياً.

فالمتابع لمجريات الأحداث منذ عام 1993م بعد أول تجربة انتخابية بعد الوحدة يرى بوضوح أن الشمال رافض للشراكة الحقيقية والتوزيع العادل للسلطة والثروة مع الجنوب.

يظهر ذلك جلياً في ممارسات السلطة (جناح الشمال) تجاه الشريك الجنوبي واعتباره مجرد تابع كما جسدته مقولة ( الفرع يتبع الأصل) التي روج لها.

استمر هذا التعاطي غير الإيجابي مع الشريك الجنوبي إلى عام 2011م،وحين قامت ثورة 11 فبراير وأعلن الثوار بوضوح إسقاط النظام الحاكم وحسم قضية الجنوب كمظلمة أولى يجب أن تحل، لم يرق للشريك الشمالي بكل تنوعه ( عفاش وحوثي وما إليهما) فانقلبوا على مشروع الدولة الاتحادية ومخرجات الحوار الوطني.

كما انقلبوا من قبل على وثيقة العهد والاتفاق وأصروا على نظام الهيمنة والاستحواذ والإقصاء وما يفرض اليوم في عدن كأمر واقع هو نتاج طبيعي للأمر الواقع الذي فُرض في صنعاء بقوة السلطة والسلاح.

ورفضت سلطة الأمر الواقع في صنعاء كل مبادرات السلام، ولم تقدم أي تنازلات، بل مارسوا الإصرار على فرض أجندتهم بقوة السلاح فاستمرت الحرب وما زالت.

كل هذا جعل الجنوبيين يبحثون عن حلول أخرى، واستغلوا الظروف التي هيأت لهم فرض أمر واقع في الجنوب .. وذلك ردة فعل واضحة .. فلكل فعل ردة فعل مساوٍ له في القوة ومعاكس له في الاتجاه..

ولأن الجنوبيين يرون أنهم ضحية ممارسات غير سوية من قبل نظام فاسد أحادي النظرة لا يرى سوى نفسه في المشهد فقد اقتنصوا الفرصة المواتية التي وضعتهم في سدة المشهد حين تحولت عدن الى عاصمة مؤقتة وسلمت لهم (بارد مبرد) .. ورموا بكل ثقلهم حتى خرجوا عن طورهم أحياناً في سبيل الخروج من شرنقة الاستحواذ الشمالي فحدثت منهم تجاوزات.. حتى أنهم عالجوا الظلم بأظلم منه، تحت مبرر البادئ أظلم لأنهم ضحية ولا تلام الضحية ولكن يلام الجلاد. القضايا المصيرية تحل بالعقل والحكمة ولا تحل بالعواطف والشعارات.. أو بقوة الساعد والسلاح.

الحفاظ على الوحدة كان أولى من الاستحواذ على المقدرات العامة.. وهذا ما لم يعه الشريك الشمالي حتى فات الأوان.