آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-06:03م

مذكرات تربوية... الجلاء ظلمان (1)

الإثنين - 19 سبتمبر 2022 - الساعة 03:22 م

طاهر حنش احمد السعيدي
بقلم: طاهر حنش احمد السعيدي
- ارشيف الكاتب


كنت أسمع بهذا الاسم مدرسة الجلاء ظلمان.. الجلاء ظلمان ..الجلاء ظلمان.. عندما كان ينادي (الكورني) محاسب التربية صراف المديرية الغربية باسماء المدارس لتوزيع المرتبات للمعلمين بحسب ترتيب المدارس بفاتورة الراتب وخاصة اثناء العطل الصيفية عندما كان يلتقوا موظفي التربية والتعليم في مكتب أدارة الأشراف بعاصمة المركز الثاني رصد لمدارس كل من (رصد ، سرار ، سباح)، من المديرية الغربية للمحافظة الثالثة سابقاً لأستلام المرتبات الشهرية لكنني بالحقيقة لم اعرف اين تقع هذه المدرسة بالضبط وفي اي اتجاه، ولم أعرف أي معلم من معلميها، لأن معرفتي كانت محدوده بعدد من المدارس بحكم حداثة التوظيف بتلك الفترة ولم اعرف غير مدرسة سرار ، والخشناء  والمنصورة وهي المدارس التي عملت فيها معلما وكذلك مدارس كل من عمران والصفأه ولبوزه  وهرمان وحمومه والوسطي عرفتها من خلال الزيارات القصيرة لبعض الزملاء من المعلمين فيها.

وفي تاريخ ١٥/ ١١/ ١٩٧٩م وتحديداً بعد فترة الظهيرة عندما كنت جالس اتابع برنامج استراحة الظهيرة من اذاعة عدن عبر المذياع (الراديو) مع عدد من الزملاء المعلمين ومنهم 
عبدالغفور محمد عثمان ، وحسن سعيد سالم بانبوه الله يرحمه، وحكيم سالم في برندة مدرسة المنصوره وفي تلك الأثناء تفاجئنا بضيوف قادمين من رصد الى المدرسة بسيارة طربال حبه وربع وهم :
الأستاذ/محمد صالح سالم بن سعد أبو شريف
النائب السياسي في مكتب الاشراف التربوي رصد
والاستاذ عبده ثابت عبده أبو وحيد رئيس دائرة محو الاميه وتعليم الكبار بالمكتب ففرحت كثيراً بقدومهم واستقبلتهم بكل حفاوه وتقدير وبحراره وذلك عندما التمست منهم أن الزيارة كانت لي شخصياً! بحكم صداقتنا وزمالتنا السابقه بالعمل بمدرسة المنصورة، لكنني صدمت عندما طلبوا مني الحديث على انفراد للتشاور معي بموضوع خاص ومحاولة اقناعي بالتحويل (الأنتقال) من مدرسة المنصورة، الى مدرسة (الجلاء ظلمان) .

ففي البداية اعتبرت الكلام مزح لاننا متعودين على المزح والمقالب فيما بيننا البين ، ولم أهتم بالموضوع هذا من ناحيه ومن ناحيه أخرى لاتوجد عندي رغبه بالانتقال من مدرسة المنصورة أطلاقا فقلت لهم كان يفترض منكم أن تساعدونا على حل مشكلة النقص الموجود بالمدرسة بحكم معرفتكم بمشاكلها على اعتبار انكم كنتم جزء منها ، وفعلا كان يوجد نقص بالمعلمين ، بحسب معرفتي لأنني كنت حينها أشغل نائب مدير المدرسة ومديرها الأستاذ محمد حسين عبدالله الفقيه الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته، وكنت أيضاً سكرتيرا لمنظمة (أشيد) بالمدرسة ومرشدا لفرقة الطلائع الثورية بالمدرسة! ومعلم للمواد الدراسية (علوم وفنيه وانجليزي وبوليتكنيك) للصفوف الدراسيه الخامس والسادس والسابع بحسب الدورات التخصصية لمناهج السلم التعليمي الجديد للمدرسة الموحدة ذات الصفوف الثمانية، فقلت لهم طيب قولوا لي أين تقع هذه المدرسة؟؟
فقالوا مدرسة ظلمان أفضل مدرسة بالمركز، واهلها طيبين ، وهي قريبه من رصد ، بامكانك التحرك منها الى رصد في أي وقت وبكل سهوله ويسر هذا من ناحيه ومن ناحيه اخرى باتتحصل على ترقية بالدرجة الوظيفية من نائب مدير الى مدير مدرسة! ورغم هذا وذاك الا انني كنت غير مقتنع بالانتقال من مدرسة المنصورة رغم كل الاقراءات، والمزايا التي ذكروها لأنني بدأت بالتأقلم والأنسجام بمنطقة الرباط وبدأت تتوطد علاقاتنا مع الاهالي والطلاب والمعلمين 
ونتيجة لاسلوبهما المتميز بالأقناع فقد حاولا عدم الضغط عليا وقدموا لي الشكر والتقدير على حرصي الشديد للعمل والشعور بالمسؤولية تجاه مدرسة المنصورة ، واخيرا قالوا خلاص نحن عندنا عمل أعلي شعب أنت فكر بالموضوع واعطنا قرارك النهائي أثناء عودتنا، فجلست بعض الوقت للتفكير ومداراة النفس بالقبول بالتحويل من عدمه  وماهي الا لحظات فاذا بهما قد عادا من اتجاه اعلي شعب وهم ينادونني من ساحة مدرسة المنصورة
بابتسامتهم المعتادة
هااااااااااه كيف؟

فقلت لهم لم أفكر بعد
فقالوا المسألة ما تحتاج تفكير اكثر ولا عليك خفاء! خايل؛ نحن لاتوجد عندنا أي مهمه أخرى ومسألة التحرك إلى اعلي شعب مجرد تمويه لا أكثر .... وهذا وفعلاً انصدمت وانذهلت من هذه المفاجئة
أي كلام هذا لم أصدق إطلاقاً.

تابعونا في الجزء (2)..