آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-12:17ص

التجربة الجمهورية في اليمن

الجمعة - 16 سبتمبر 2022 - الساعة 11:07 م

محمد المقبلي
بقلم: محمد المقبلي
- ارشيف الكاتب


التجرية الجمهورية في اليمن شمالا وجنوبا واحدة من اهم وابرز التجارب في الوطن العربي من حيث البنية السياسية كانت تضم المدنيين والعسكريين في صيغة حكم مدني تم انجاز  الاطار  السياسي المؤسسي في وقت مبكر حيث كان المجلس الجمهوري هو الشكل السياسي المؤسسي شمالا والمكتب السياسي هو الاطار المؤسسي جنوبا

مع فارق تخلق الكيان السياسي او التنظيم السياسي الحامل لمشروع الثورة جنوبا بينما اقتصر الأمر شمالا على المجلس الجمهوري مع وجود تيارات سياسية واجتماعية كانت لها تحالفاتها وممثليها وربما كانت الضربات المبكرة التي تلقتها الجمهورية شمالا وجنوبا تمثلت في عدم الإقرار بالتنوع داخل البنى الجمهورية وانتهاج الديمقراطية التراكمية والتوازن الوطني عمليا وتقديم أولوية بناء على الدولة على تقاسم السلطة والذهاب نحو المعادلة الصفرية في الصراع

كان الجنوب مفتت وبالتالي اكتسب الفكر الجمهوري طابع الوطنية الوحدوية واصبح الفكر الوحدوي احد أسس الدولة الجمهورية في الجنوب ومع دخول الاشتراكية العلمية اكتسبت العقل السياسي جنوبا تنظيرا سياسيا وخلفية نظرية للتعاطي مع السياسة وانعكس الأمر اقتصاديا واجتماعيا

في الشمال كان البعد الاجتماعي والتاريخي حاضر وبارز إضافة لانعدام ميراث الدولة الحديثة التي كانت خرابة وتم وضع أسسها المؤسسية من الصفر خصوصا المنظومة المالية والأمن والجيش والتعليم وتم العمل بينما لم تضع الحرب على الجمهورية اوزارها وكانت الامامة تستنزف الدولة الناشئة من خلال الحرب والتجييش المستمر واستغلال الصراع الجمهوري الجمهوري الذي ظهر مبكرا وأتسع رأسيا

لم تكن الجمهورية شأنا شماليا فقط ولا شأن جنوبيا فقط. بل كانت شأنا يمنيا تكامليا وتقريبا كان علي عنتر اكثر من كان يدرك ويؤكد باستمرار مسألة المصير الجمهوري لليمن شمالا وجنوبا من حيث الخطابات السياسية ومن حيث الفكر كانت جملة باذيب المكثفة عنوان للمصير.. يمن ديمقراطي موحد وأفكار فتاح..

وهي الالتقاطة الذكية الذي عبر عنها الزبيري فكريا و عبد الله البردوني شعريا عندما قال جنوبيون في صنعاء.. شماليون في عدن إشارة الى التهم التي كان يتم توجيهها لحاملي المشروع الوطني الموحد فهم متهمين في صنعاء انهم يتبعون النظام في الجنوب وكذا في عدن مع الفارق ان المصير الجمهوري الموحد كان في الجنوب حاضر وبارز لولا الصراع بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي واقحام اليمن شمالا وجنوبا في ذلك الصراع وكان بالإمكان ان تنجو اليمن منه

فرادة التجربة الجمهورية في اليمن شمالا وجنوبا جعلها في حالة تفاعل مستمرة ما بين انكسار وازدهار وكمون وتفاعل خلال ستين عام ماتزال تلك التفاعلات والديناميكية الشعبية من خلال التعبير الجماهيري والسياسي بشقيه النقابي والسياسي مؤشر على فرادة تلك التجربة التي لم تقرأ جيدا.