آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-07:52ص

العشوائية عندما تتجسد

الأربعاء - 14 سبتمبر 2022 - الساعة 06:06 م

صالح فرج باجيده
بقلم: صالح فرج باجيده
- ارشيف الكاتب


ان اردت معرفة معنى العشوائية وكيف تتجسد فما عليك سوى الذهاب لشارع الجزائر بمدينة سيؤون لتشهد الواقع المرير كما هو، لا كما يروج الأدعياء وحملة المباخر، منذ أن بدأ تدشين أولى خطوات تعميم الفوضى في أهم وأكبر شوارع المدينة وهو بمثابة واجهة سيؤون بعد القصر المتربع في قلب المدينة..

ليس معروفا حتى الآن ما المشروع الذي يراد تنفيذه في الشارع ..

فقد تم سحل الأشجار المورفة والمعمرة التي كان يتصف ويتميز بها، وتم تجريف أحجار الرصف،  والله العالم إلى أين اتجهت تلك الكميات من أحجار الرصف التي كلفت الخزينة مئات الملايين قبل اعوام قليلة.. 
وانظر الى الفتحات والجولات التي أُغلقت، وكذلك المستحدثة، بالاضافة الى العشوائية التي تتم تغذيتها بشكل مستمر من قبل المارّين بالشارع ، والتي تشكل تهديدا خطيرا وكارثيا على حياة مرتاديه ، وكذلك الساحات التي استُحدثت، وكأن الغرض هو محاولة لإنعاش المواقف الخاصة بالأسواق الجديدة التي انتشرت على جنبات الشارع، على حساب أي شئ آخر بما في ذلك الجمال والفن والذوق العام..

كما ان الخطة الجديدة لإنعاش الشارع واستهلاك مزيد من الوقود، في ظل ارتفاع متزايد ومُبالغ فيه لقيمة المحروقات، هي ان تجعلك مرغما على الطلوع والنزول بطول الشارع وعرضه كي تقطع الطريق من الخط النازل للخط الطالع، فلا يمكنك الوصول مثلا لمسجد طه وانت طالع من الجهة الشرقية الا بالوصول إلى آخر الشارع من الجهة الشمالية أمام مدخل السوق العام ،  مما يسبب ازدحاما وارباكا شديدا عند تلك الفتحات القليلة جداً في الشارع .. 
أيضا القادم من الجهة الشرقية عبر شارع ”باكلكا سابقا مسجد الخير حاليا“ يرغم على الاتجاه بخط المطار ويقطع مسافة طويلة كي يعود لمدخل السوق العام، وكذلك الارباك الذي اصبح سائدا امام محطة الخير وموقف الباصات للهروب من الوصول الى شارع المطار..

والمحيّر في الأمر طول فترة تنفيذ المشروع العشوائي الذي قيل انه تم اعتماده ضمن نسبة بيع النفط للأعوام الماضية، حتى انك تعتقد ان القائمين على تنفيذه يصرون على المماطلة وعدم التنفيذ حتى لا يكفّروا عن يمين حلفوه يوما بعدم استكماله الا بحلول مناسبة ما، أو لغرض آخر، والا ماذا يعني ان تطول فترة التنفيذ لأعوام في مساحة بسيطة جداً ..

فمن ذا الجهبذ العبقري صاحب الفكرة برمتها ومن الذي يتحمل عناء تجسيدها وتنفيذها ”وتكعيفنا“ اياها؟

يقال في المثل الحضرمي :

   عاد الضحك يبغى ضروس

#بعير_في_الريم

#صالح_فرج