آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-03:13م

الاصلاح والمرأة

الأربعاء - 14 سبتمبر 2022 - الساعة 05:48 م

د. لمياء الكندي
بقلم: د. لمياء الكندي
- ارشيف الكاتب


 

يذهب الكثير من اعضاء حزب التجمع اليمني للإصلاح وعضواته الى الكتابة والترويج لما قدمه الحزب للمرأة من خدمات كالتعليم والتدريب والتمكين الاقتصادي للمرأة عبر مراكز تابعة له وجمعيات تهتم بتعليم الحرف اليدوية وبعض البرامج التعليمة الاخرى، وهذا شيء ممتاز ساعد الاف الاسر المستفيدة من هذه المشاريع الخدمية، ودفع الالاف من النساء الى سوق العمل بما يتوافق وخصوصية المرأة اليمنية، اضافة الى اسهامه المباشر في محاولة القضاء على الامية عبر العشرات من مراكز التعليم الديني لتدريس وحفظ القرآن الكريم وتكوين خلايا وحلقات تعليمية نسوية لألقاء المحاضرات الدينية وتعليم اصول الدين ومبادئه وأخلاقه وفق السنة النبوية، وهذا عمل ممتاز ايضا ولكنه غير كاف بالنسبة لحزب سياسي يخوض غمار السياسة منذ اكثر من ثلاثين عام.

جميع انشطة الحزب تجاه المرأة كانت ولا تزال تدار بعقلية واساليب الجمعيات  والمراكز الخيرية، وهي البداية التي رفقت مسيرة الحزب الاولى والتي اسهمت في حشد قاعدته الشعبية والنسوية على وجه الخصوص.

تظل التقليدية في ادارة انشطة الحزب والمهام التي توكل الى المرأة فيه حتى اللحظة مغلقة وتدور حول نفسها طيلة عقود ماضية تسيطر عليها ادوار نمطية للمرأة اعتادت القيادات النسوية فيه الى ممارستها، كتلك المهرجانات الثقافية والدعائية وعروضات ما انتجته الاسر الاصلاحية  المستفيدة من النشاط التدريبي للمراكز والجمعيات التابعة له، وتنظيم البازارات والاطباق الخيرية والمسابقات الثقافية والدينية الخاصة بالحزب، اضافة الى الاحتفالات بتخرج دفعات من الحافظات للقرآن الكريم وتكريمهن، اضافة الى اسهام المرأة الإصلاحية  في صناعة الكعك والمساهمة في دعم الجبهات بما صنعته ايديهن من انواع الكعك والخبز وتغليف جعالة العيد و توزيعها اما على المجاهدين او الاسر الفقيرة في الاعياد.

هذا هو كل ما تقدمه المرأة الاصلاحية وكل ما قدمه الاصلاح للمرأة، وكما ذكرت يظل الطابع الدعوي والنشاط الخيري  هو محور سياسة واساليب ادارة الحزب لنشاط المرأة.

فما هو المطلوب من الاصلاح كحزب سياسي ان يقدمه للمرأة؟  

يعرف الاصلاح ان اهم قضيا الاصلاح والدعم المقدم من المانحين للدول والحكومات وتقييم البيئة الديمقراطية للدولة والحزب  يقوم على قاعدة تمكين المرأة سياسيا، كما ان تقييم هذه الحكومات الديمقراطية ترتكز على بحث ما تم منحه للمرأة من تمكين سياسي واداري يضمن مشاركتها في ادارة الدولة، وتستمر الضغوط الغربية على دول العالم الثالث بما فيها اليمن حول ما يمكن ان تقدمه هذه الحكومات للمرأة ونسب مشاركتها فيها، وهي نقطة مهمة يتغافل عنها الاصلاح كحزب والحكومة كدولة.

ان مسالة تأهيل قيادات نسوية تابعة للحزب تسهم في كافة المجالات امر مهم للغاية ليس تماهيا مع ما تفرضه الحكومات الغربية علينا ولكن بحكم طبيعة العصر لابد من اعداد جيل من النساء الاصلاحيات الناشطات في مختلف المجالات تساند بدعم وتمكين حزبي وسياسي يتناسب مع موقع الحزب وقدراته، لأنه كان ولا يزال يمثل شريك في الحكم فاين المرأة الاصلاحية الادارية، اين محاميات الاصلاح، واين وزيراته و وكيلاته، اين إعلامياته  و محامياته،  اين ناشطاتة السياسيات والثقافيات، اين أخصائياته الاجتماعيات من حملة الشهائد العليا، اين المرأة الاصلاحية الدكتورة في الجامعة، اين الشاعرة والروائية والمؤلفة، اين الرسامة والمبدعة، اين سفيراته في الهيئات والمنظمات الاممية والدول الخارجية، مضت ثلاثة عقود من عمر الاصلاح لم نرى اصلاحية واحدة تشغل حيزا في الفضاء العام.

لابد من تجاوز الانماط التقليدية لرعاية المرأة وتقديم الحزب الى العالم كحزب اسلامي محافظ يرعى الاصالة ويحارب الأصولية، لابد من جهود مركزة لإعداد جيل من الاصلاحيات المشاركات في الفضاء السياسي العام، وتوجيه سياسة ادارة المرأة في الحزب لتبني العديد من مبدعات الاصلاح ورعايتهن وتأهيلهن علميا بما يتوافق وروح العصر.

لابد من تمكين عضواته من تعلم اللغات الاجنبية وصقل مهارتهن العلمية بما يتناسب وواقع الحزب والتحديات التي تواجهه، لابد من اطلاق العديد من نساء الحزب للدراسة خارج اليمن والنبوغ في العلوم الاجتماعية والسياسية والادب والفنون والادارة،  ومنحهن منح تعليمية عاجلة للإسهام في بناء الحزب الذاتي وفق مفاهيم واساليب العصر.

لابد من مشاركة المرأة الاصلاحية في الفعاليات الثقافية والسياسية الدولية وان تكون متحدثة باسم المرأة اليمنية وباسم الحزب وعرض انشطة الحزب بخصوص المرأة بواسطتهن.

لابد من خلق تحول مهم وجاد في ادارة المرأة في الحزب تكون مخوله لاتخاذ سياسة منفتحة لتخوض المرأة الاصلاحية غمار السياسية والادارة بكل جدارة.

 ودمتم بخير