آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-09:45م

مات الضمير فتوحش الإنسان؟

الثلاثاء - 13 سبتمبر 2022 - الساعة 06:07 م

بكيل البتول
بقلم: بكيل البتول
- ارشيف الكاتب


الناظر لحال الإنسانية اليوم وكيف تتعايش شعوبها وشعبنا اليمني لم يكن كغيره من أقطار العالم العربي بالذات فالضمير الإنساني مات ولم يبقى من الإنسانية سوى إسمها وقيم الإسلام تهاوت وعم الظلم والفساد أصقاع وطننا المكلوم؟

فبغياب الضمير تموت المبادئ وتُكفَّن به الأخلاق وتدفن معه المشاعر!

فالمبادئ والضمائر قيم تغرس في الإنسان ومتى ما أنقرضت كثرت المصائب وعم البلاء وتشعبت المحن ؛ فقد حث رسول الهدى عليه الصلاة والسلام على ذلك وحديث وابصةَ بنِ مَعْبِدٍ ؛ قَالَ: أَتَيْتُ رسولَ اللَّه ﷺ فَقَالَ: " جِئْتَ تسأَلُ عنِ البِرِّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: اسْتَفْتِ قَلْبَكَ، البِرُّ: مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، واطْمَأَنَّ إِلَيْهِ القَلْبُ، والإِثمُ: مَا حاكَ في النَّفْسِ، وتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ، وإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوكَ "

نزعت الرحمة من قلوب البشر فتجد الأب يقتطع فلذة كبده ؛ وأخ ينهش أخيه وحاكم يدفن شعبه وطبيب يزهق مريضه وصديق يغدر بخليله والكثير من العجب العجاب في بلد الحكمة بعد أن تمسك أهلها به وأضاعوا الإيمان فأصبح الوحش هو الإنسان؟!

هل سأل أحدهم ضميره أهو نقي الغريزة قوي الإيمان أم أن الضمير غاب ولم يوكل شيء لينوبه!

فأصبحت وسائل التواصل الإجتماعي مسرحا لعرض وحشية وقساوة الإنسان وبمناظر تقشعر منها الأبدان وتنكرها حيوانات الأرض المفترسة؟

الضمير في كل إنسان ولكن المبادئ نزعت فأضحت النفس تقتل دون وازع ديني وتأكل الحرام دون حساب وتنتهك الأعراض دون رادع في ظل غياب للدولة والقانون وباتت الإنسانية ظل أشباح!

فلو وقف كل فرد أمام نفسه وسأل ضميره هل مأكله حلال ومشربه حلال وما بين يديه حلال وحاسب نفسه ومنعها عن الحرام وأنبه ضميره على كل صغيرة وكبيرة فحينها سيجد الضمير النقي له عنوان وستحلو له حياته وأن تأنيب الضمير لا يستوطن سوى القلوب البيضاء وبموت القلوب تذهب الرحمة وتتوه العقول وتذهب معها الحكمة أما اذا ماتت الضمائر فإن كل شيء يموت معها ولم يبقى على الأرض سوى الوحشية أشكال وألوان.