آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-10:41م

استعراض الحوثي والهدنة الأممية

الجمعة - 02 سبتمبر 2022 - الساعة 09:03 م

مصطفى ناجي
بقلم: مصطفى ناجي
- ارشيف الكاتب


لماذا الاستعراض العسكري الحوثي الكبير في الدريهمي في الحديدة؟ ولماذا بأسلحة تتجاوز الحاجة المحلية لقوات الأمن والجيش (حتى الحوثي نفسه)؟ 
أدرك الحوثي نفسية المتعاملين معه إقليمياً ودولياً وفهم أن الهدنة حاجة عالمية وليست من احتياجه هو طالما لا يهتم بشأن الناس ولن نقول المواطنين لذا: 
‏أولاً، يبالغ في استعراض قوته ليثبت قدرته في تهديد الأمن والأمن البحري بألغام بحرية وزوارق مسيرة حتى يرتفع مبلغ الفدية التي ستقدم له.
ثانياً، تعامل مع اغراءات الهدنة باعتبارها فدية استحقها بصلفه وكلما زاد صلفه زادت ترضيته وزاد طمعه فلا يكف عن انتهاك الهدنة كما هو الحال في تعز ومأرب. 
ثالثاً، يعاني الحوثي من رفض اجتماعي له في مناطق نفوذه تعكسها انتفاضات حقوقية بالاساسا بسبب افراط العنف وسلب الحقوق والممتلكات اخرها في همدان فيعمل لفرض او تجديد سيطرته بحشود وعتاد يجره من محافظة لأخرى بفضل الهدنة ويقينه أنه لن يُهاجَم. 
وهذه الحشود المبهرة تحمل دلالات ضعف. لانها ما تمت إلا بالهدنة وقد تفرقت قواه دون كتلة مركزية. ولأنها الدليل العكسي على ضعف السيطرة.وإلا ما الحاجة للابهار بعروض اذا كنت تلاقي قبولاً وانصياعاً طوعياً قائماً على الشرعية والمشروعية؟
رابعاً، يرفع الحوثي من سقف التحدي للمجتمع الدولي راكناً إلى معطيات سياسية دولية خادعة مؤقتة جذرها مرحلة التفاهمات الايرانية الامريكية النووية المعقدة في مرحلتها الاخيرة من التوصل او عدم التوصل الى اتفاق جديد من ناحية. واضطراب القبضة الايرانية في العراق من ناحية أخرى. 
يبدو الحوثي لامباليا بمصلحة اليمنيين حين يقامر بقدرته التهديدية ولم يستغل الهدنة لتنفيذ مشاريع خدمية او العناية بالناس. 
لكنه من مقام ثقة ان هرولة امريكا في اخماد نيران الملف اليمني ومعها دول فاعلة هي هرولة عن عجز ينبغي استغلاله سيما في غياب تام لاي اوراق ضغط. 
في الحقيقة،  الحوثي ليس شريكا دوليا تدفعه مصالحه إلى التأني. فها هو يضع نفسه في محور ضيق محصور هو محور ايران  ومن يدور في فلكها. هذا المحور لم يحقق مكاسب استتراتيجية كما يتوهم البعض، انما يتحول الى اداة اتبزاز مرهقة للدول المنخرطة فيه لصالح مشروع ايران. ايران بكلها بلاد محصورة ومعزولة وتقنيا تتراجع كل يوم عن آخر في مستويات التنمية ومؤشراتها الشاملة وهذه حكاية طويلة. فماذا يراد لليمن الحوثية؟ 
ذهنية المروق والقرصنة تجلب ارباحا سريعة. لكنها إدمان مقامر لا يفكر بالمستقبل ويخسر ليس الارباح فقط بل رأس المال.