آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-10:58ص

الزبيدي وسط حقل الغام

الثلاثاء - 30 أغسطس 2022 - الساعة 11:34 م

علي النقي
بقلم: علي النقي
- ارشيف الكاتب


 

لا اعرفه لأعلى المستوى الشخصي او الرسمي، بل انه تسبب في قطع رزقي في حرب اغسطس مع الشرعية آنذاك حين اغلقت إذاعة أثير عدن  التابعة للدولة ،والتي كنت اعمل فيها مسؤولا عن قسم الاخبار اضافة الى الاعداد والتقديم لعدد من البرامج .
لكن لا يعني ذلك إلا  اكون منصفا .لانني ببساطة لست من هواة اصدار الاحكام المسبقة ولا الحكم على النوايا ،وانما المعيار الذي اعتمده   "انما الاعمال بالنتائج".
والاهم انه لايوجد لدي انتماء لاي قوة مقاتلة وفي كل الاتجهات لكي اتجيز لطرف ضد اخر..
ولاشك ان هناك ثمة خلاف ،واختلاف رأسيا وافقيا شمالا ،وجنوبا، وشرقا ،وغربا،  ليس حول شخص  الاخ نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي/ عيدروس قاسم عبد العزيز الزبيدي.
وانما الاختلاف والخلاف حول المهام المناطة به على المستويين التنظيمي وإدارة الدولة .
الا  ان قطاع واسع من الناس ومن مختلف الفئات والجهات تؤيد الرجل جانب منها يؤيده في سياق توجهه الجنوبي من الجنوبيين ،وجانب اخر يؤيده في مهامه الجديدة في مجلس الرئاسة من الجنوبيين والشماليين على حد سوى.
والاكيد ان الناس تتفق وتختلف نسبيا في كل شيء، كون الانبياء انفسهم لم يحظوا بالتأييد الجمعي الكلي من قبل الناس فمنهم من وصفوه بالجنون، ومنهم من وصفوه بالسحر، ومنهم من قتلوه، ومنهم من اتردوا عن رسالة السماء التي وصلتهم عبره حين غاب عنهم وعبدوا غير الله حين فتنوا بالعجل الذهبي "آبي" ...!!!
وعيدروس الزبيدي ليس نبيا ولارسولا مرسلا من السماء ،وانما هوشخص من بين اوساط الناس اوصله الى ماوصل اليه اختيار عدد غير قليل من الناس جنوبا ،وفوضوه امرهم نظر لما كان انذاك لديه من قوة مجتمعية متماسكة  وحضور شعبوي وتاييد خارجي .
غير ان اللافت للانتباه ومن خلال متابعاتي وتتبع اخبار الرجل المنشورة اعلاميا و اعماله على الارض في الواقع .، وبعيد اعن الاتفاق والاختلاف مع وحول الرجل من الواضح انه بات اليوم قاسما مشتركا بين اغلب  مختلف القوى المسلحة في اطار الشرعية ،وليس كلها .!
كما انه يعتبر قائم مقام دول التحالف في اطار الشرعية نفسها .
وفي تقديري انه لم يصل الى ذلك كمنحة، وهبة من احد ولكن لما يتمتع به من امكانيات تحمل المسؤولية، والصبر على المكاره. ورؤيته الثاقبة في تيسير /تسيير امور ادارة الشأن العام للبلاد والحرب والجانب التنظيمي للانتقالي.
فهو من جهة يخوض حربا ضد طرف شريك معه في الشرعية جنوبا ،ويدير معركة التفاوض مع الحوثي شمالا ، ويشرف على الحرب ضد الحوثي في تعز .
إضافة الى ادارته للملف الاقتصادي وتحديدا الموارد وهو ملف شائك جدا وعلى مختلف الاتجهات .!
مايعني انه رغم كل ماقيل ويقال عنه انه لاعب سياسي مقتدر وقائد عسكري محنك.
وعلى كل ما يحاط به من عوامل العرقلة والفشل واولهم البيئة الخاصة المحيطة به، والتي تحول دون المزيد من نفاذ سلطة  قراره فهم يضعون العصي في دواليبه ان لجهة الابقاء على حالة الانقسام جنوبا من خلال التموضع في خانة المناطقية التي يسعى جاهدا للقفز عليها وتخطيها ! .
وان لناحية وضعهم له في خانة العصوية وذلك من اجل التقليل من شأنه وحضوره على المستوى الوطني بكل جهاته .!
والاكيد انه رغم ذلك انه سيد قراره نظرا لما سمعت عنه انه يتمتع   بقدرة  فائقة على  الاستماع ,وتبادل الآراء ,والمناورة.
فهو  كما يبدو لي ان لم اك مخطئ ممسكا بشعرة معاوية مع الجميع .
ويسير  في حقل الغام قابل للانفجار في وجهه في اي لحظة متخطيا تلك الالغام للعبور نحو اهدافه .
والسؤال هل يتمكن الرئيس الزبيدي من تجاوز كل التحديات؟!
الإجابة بالتأكيد ليست رهن الواقع الان وانما تحتاج لفترة من الزمن ليست بالقصيرة لمعرفة ذلك.