آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-04:46م

الشباب هم طوق النجاة

السبت - 27 أغسطس 2022 - الساعة 02:04 م

د. عبدالله عوبل
بقلم: د. عبدالله عوبل
- ارشيف الكاتب


 

بعد أن وصلت الأوضاع في البلاد الى هوة سحيقة ، وبعد ان ضاقت سبل العيش لأكثر من ثلاثين مليون يمني، يصبح من المهم ان تظهر ارادة الشعب عبر طلائع جديدة من الشباب والشابات الذين يعول عليهم لإخراج البلد من هدا الوضع البائس والمهين. 
لقد سقطت  الأحزاب السياسية ولن تقوم لها قائمة، وأصبحت جزءا من الخراب الذي يعم البلاد، كما ان منظمات المجتمع المدني لم تكن أكثر من أكشاك ارتزاق ، والتعويل على الطبقة الوسطى بكل مكوناتها المتناقضة صار امرا مستحيلا ، بسبب سياسات الافقار التي مارستها الحكومات السابقة والفساد ، وقد اكلت الحرب الظالمة الدائرة منذ ثمان سنوات ما تبقى من مدخرات لبعض شرائح هذه الطبقة ، ثم انها توزعت بين اصحاب الثراء الفاحش واقتصاد الحرب وبين الشرائح الأكثر فقرا. لذلك لم تعد هذه الطبقة عامل توازن داخل المجتمع ، كما لم تعد قادرة على قيادة التحول الاجتماعي والتغيير بما يخدم شروط العدالة والقانون والتنمية. 
وحدهم الشباب والشابات الذين يستطيعون انقاذ مجتمعهم من هذا البؤس والفقر والذل، وحدهم الشباب الذين ملأوا الساحات وشكلوا مجتمعا مغايرا لمجتمعهم التقليدي وتمردوا عليه، وهم الذين اسقطوا نظام الفساد السابق رغم كل الجبروت الذي يمتلكه ، هم اليوم قادرون على صنع ثورة أخرى تسقط الوضع الراهن بكل رموزه الفاسدة،  وان تعيد للمجتمع التوازن والأمل بمستقبل من الكرامة واحترام حقوق الانسان وقيام الدولة الاتحادية الديمقراطية التي توافق عليها اليمنيون. 
الشباب الذين هم الان وقودا  للحرب والذين هم مجبرون للقتال بسبب البطالة والفقر ، عليهم اليوم ان يخلصوا مجتمعهم من هده الحالة التي تهدد الكيان الاجتماعي بالتمزق والانهيار الكلي والفوضى العارمة. وحدهم الشباب الذين ينحدرون من كل شرائح المجتمع قادرون على صنع مستقبل أفضل ، وان لا يسمحوا للطبقة السياسية الفاسدة حاليا ان تتدخل لافشال جهودهم ، كما لايستحقوا للتدخلات الاقليمية ولا الدولية ان تفشل كل جهد مخلص لبناء دولة مدنية حديثة. 
لقد بدأتم الثورة المستمرة ، ثورة تغيير الوعي ، واثبتوا انكم صناع مجد عظيم واعظم ثورة في التاريخ الحديث رغم كل المؤامرات التي سعت لإسقاطها.
هذا هو مستقبلكم بيدكم ، وانتم فقط من سيغير هذا المجتمع سلميا.