آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-03:51م

الرحيل المنتظر

السبت - 27 أغسطس 2022 - الساعة 10:26 ص

رشاد خميس الحمد
بقلم: رشاد خميس الحمد
- ارشيف الكاتب


مازالت أصوات الحضارم تتعالى وأيديهم تبتهل وأعينهم تترقب تلك اللحظة التاريخية برحيل منتظر لقوات المنطقة الاولى التي أتت من شمال الشمال ولم تقم بواجبها المفروض عليها بل كان الوادي مسرح لمسلسل من الاغتيالات والسرقات المنظمة والتفجيرات التي أيقظت مضاجع الأمنين وبثت الرعب في قلوبهم ونشرت الخوف في كل ربوع الوادي وذهبت نفوس زكية وشهداء أبرار ضحية لذلك الخلل الأمني المؤسف الذي لم يتم وضع له حلول ناجعة تعالج كل الأخطاء.

لقد نفذ صبر الإنسان الحضرمي بوادي وظل يصرخ وينادي بصوت مكلوم وعيون تذرف دموع القهر بضرورة  إحلال قوات النخبة الحضرمية بوادي وصحراء حضرموت وإنقاذ ما أفسده الزمن.

لم تكن تلك المطالب الحضرمية الخالصة وليدة اللحظة بل هي منذ سنوات عبرت عنها حناجر المظلومين والأحرار في مختلف المواطن والميادين وسطرتها القوى الحضرمية مجتمعة عبر بيانات رسمية ومؤتمرات صحفية ولقاءات أخوية بنقاط معروفة تأتي في مقدمتها إحلال قوات حضرمية خالصة من أبناء حضرموت.

والحقيقة المؤسفة هو مايروج له البعض من تبني لتلك المطالب لمكونات سياسية بعينها وذلك يعد طمس للحقيقة ومحاولة التسلق فوق ظهور الأبطال ويعد أيضا بداية لسرقة أحلام الحضارم مجددا ومحاولة لإنتاج بديل آخر وصناعة مركزية جديدة لقوى من خارج أسوار حضرموت ربما تكون أكثر فتكا من غيرها للظفر بنصيب الأسد من ثروات وخيرات حضرموت.

إنني لازلت أحذر لكل من عميت أبصارهم وذر الرماد في أعينهم من الهرولة غير المشروطة ولا المحسوبة نحو جهات يمنية أو جنوبية بدون أي ضمانات حقيقة تحفظ لحضرموت حقها كمحافظة لها امتيازاتها الخاصة دون غيرها من المحافظات.

وأنه لجدير لكل المخلصين من أبناء حضرموت على رأسهم نائب الرئاسة وسيادة الأخ المحافظ وكل القوى والمكونات الحضرمية أن تقف صفا واحدا منيعا من أجل حضرموت في هذا المنعطف التاريخي في مراحل الصراع اليمني اقتراب إسدال الستار على الحرب المؤلمة التي يراد من كل الأحداث المتسارعة صناعة واقع جديد لسنوات قادمة الذي يجب أن تكون فيه حضرموت قوية متماسكه ترفض الانحناء والذوبان في أي مكونات قادمة من أي الجهات كانت تريد تكرار حقب سياسية مؤلمة في السنوات الماضية عاشت في ظلها حضرموت منكسرة ذليلة تابعة لذلك نقولها بكل صراحة وشموخ أن حضرموت اليوم ليست حضرموت الأمس ولن تقبل الذل ولا الهوان مرة أخرى مهما كلفها ذلك من تضحيات وأنه حان لها اليوم أن تنصف من كل المنصفين والشرفاء بهذا الوطن الكبير.