من 2011 إلى اليوم عموما واليمنيون يمارسون في حق بعضهم البعض أبشع صنوف المهانة والعذاب والقتل اليومي المستمر وكأننا أمة من القطط التي تأكل أبناءها..!أصبحنا مسجونين في سجون بعض ومعاقين ومرضى نفسيين بسبب بعض، ومشردين في كل زوّة بسبب بعضنا البعض.حتى سلوكنا اليومي المعتاد تجاه بعضنا.. أصبح سلوكًا متوحشًا، ويفتقر إلى روح الإنسانية. وكلنا في حقيقة الحال حانبين في هذه الورطة الكبيرة.ونحتاج إلى "نبيّ" مخلص ينكع لنا من السماء الآن ليخارجنا وليعيد صياغة طريقة حياتنا من جديد.كذبنا على بعضنا كثيرًا..واستغفلنا أمتنا المنهكة بحكايا لم يكن لها داعٍ.جلبنا لها كل خصومات الماضي السحيق وسحقنا حاضرنا المعاش بخزعبلات هبلا سببت لنا كل هذا العمى الذهني.وحرّمنا على بعضنا البعض نعيم الحياة الهادئة الآمنة والمستقرة واستكثرنا على بلادنا أن تكون في خير وسلام.وغرتنا المطامع في سبيل الوصول إلى السلطة، وفتحنا عيوننا في الآخر على بلاد بلا سلطة واحدة وبلا حكومة واحدة وبلا جيش واحد، وبلا شعب واحد..! ومش واضح خالص أننا استفدنا من هذا الدرس القاسي ، أو أننا تعلمنا المفيد من هذه التجربة المريرة اللي عصدت حياتنا.وما زلنا حتى هذه اللحظة نقاتل بعضنا بشراسة، وما زلنا إلى هذه اللحظة نذيق شعبنا وأمتنا الصابرة مرارات التفتت والتشرذم والانقسام.طيب وإلى أي حين شنجلس هكذا؟ وإلى متى سنستمر على هذا الحال؟ والله مالي علم.لا مؤشرات مطمئنة في الواقع؛ لأن خطاب الكراهية السائد من قِبل كل الأطراف المتحاربة على السلطة عمومًا؛ لم يترك لنا مجالاً حتى لشوية تفاؤل على الأقل.ولقد أصبحت الكراهية المشاعة والأحقاد المتوارثة وروح الخصومة المستدامة هي السلوك اليومي العام المتداول في الشوارع وبمواقع التواصل الاجتماعي، وفي المقايل، وحوارات الساسة، وحتى داخل بيوت الله في مساجد الصلاة! وهذا بحد ذاته كفيل بمواصلة السير الدؤوب إلى الهاوية والهرولة إليها بعينين مفتوحتين لا تشاهدان الآخر إلا باعتباره الخصم والعدو اللدود الذي ينبغي أن يتم تدميره وإنهاؤه من الوجود..! وهذا في رأيي هو الحافز الكبير لمواصلة هذه الحرب المجنونة والسير في مجاهلها المظلمة والمميتة بلا تعقل وبلا شوية إحساس بمعاناة الناس.