آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-08:12ص

" قشعة البحر" وفقر الشعب .!

الجمعة - 26 أغسطس 2022 - الساعة 04:59 م

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


نصحوا في الصباح الباكر فتلفحنا نسائم البحر .. رائحة مميزة ومحببة تنعش الروح وتسعد النفس .. نستنشقها فنتذكر رائحة السمك الذي حُرمنا منه لسنوات وسنوات !!

ارتفاع أسعار السمك صار شيئاً فوق المألوف، توقف الكثير من الناس عن شرائه مع توقان النفس للسمك ولو شيئاً قليلاً. 

فنحن ولدنا وترعرعنا وكبرنا ونحن نرى السمك يملأ أسواقنا ويفوح من ( تنانيرنا ) ويجفف على أسطح منازلنا و ( تُدمن ) به مزارعنا و تتفنن ربات البيوت في صنع شتى الأطباق وألذّها منه.

ما يحدث اليوم أيها الأكارم الفضلاء جريمة في حق شعب نزع عنه حق الجوار ( جوار البحر ) .. جارنا البحر الذي طالما تحنن علينا وأكرمنا من أعماقه بالكثير والكثير من السمك بمختلف أنواعه .. بل وسمح لنا بالولوج إلى بطنه الزاخر لنأخذ ما نشاء من ثورات وكنوز وأرزاق.

الغريب أن أجود أسماكنا يُباع في خارج موطننا وبأرخص الأسعار .. تمتلئ به أسواق دول أخرى ليُعرض على الناس بداية كل نهار طازجاً طرياً ويصدّر بشكل سريع ومستمر !!

أسماكنا تُنهب على نحو أنانيّ حتى لا يبُقي منها الآخذون إلا القليل الرديء وأعني به قليل الجودة , حتى هذا الأخير يباع لشعبنا غالياً فيعجزون عنه وتمتلئ نفوسهم حسرة وألماً .

أصبحنا ننظر لألذ الأسماك وأجودها يخرج من بين أظهرنا فكان مثله ومثلنا كالجائع الفقير المشرّد يمرّ أمام مطعم فاخر فينظر من خلف زجاجه.

ليرى المترفين والأغنياء وقد ارتصّت أمامهم الصحون بأشهى الأكلات وأطيبها جالسين أمام موائد فاخرة مزينة بالزهر والشموع .. وليس للمسكين سوى الدموع وابتلاع ريقه من الجوع ومزيد من الشكوى والخنوع.