آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:42ص

لاتجعلوا الاختلاف بالرأي بوابة للخصومات والخلافات ومفتاحاً للعداوات

الأربعاء - 24 أغسطس 2022 - الساعة 12:06 م

العميد ركن مساعد الحريري
بقلم: العميد ركن مساعد الحريري
- ارشيف الكاتب


كما للصحافة من دور كبير في تثقيف المجتمع، فأن لها مسؤولية كبيرة في نقل الحدث للقارئ ، بمصداقية وشفافية ، وأنصح كل القراء أن يعطوا جزءاً ولو بسيطاً من وقتهم لشراء الصحيفة المحلية وقراءتها، أنا هنا لا أريد أن أحدد صحيفة بعينها، بل الصحف التي لها وقعها عند القارئ ، وبالمناسبة لقد شدني مقال الصحفي المتميز وعميد الصحافة العسكرية على مقراط بعنوان (المصالحة التاريخية والعودة الى الوطن ) والذي نشرتة صحيفة عدن الغد ، الصحيفة التى تحترم قراءها ، مقراط جمع بين الاثارة والتشويق ، مما استوقفتني بعض المحطات التى اشار اليها استاذي القدير .

فالاختلاف بين أفراد المجتمع الواحد هو أمر طبيعي ومقبول، لكن من غير المقبول أن يتحول هذا الاختلاف إلى خلاف, بل يجب أن يكون هناك متسع لتقبل الآخرين واختلافهم, وقبول الآخر لا يعني بالضرورة اقتناعك برأيه ، فللكل الحق في اتخاذ التصور الذي يراه ، وإنما هو إقرار بوجود رأي آخر واحترامه (حتى لو كان مخالفًا لرأيك) والاستماع إليه ومناقشته بكل موضوعيةٍ وحياد وهدوء ورحابة صدر دون التحيّز لرأيك الشخصي وفرضه على الطرف الآخر , ودون الحاجة إلى الذّوبان في الآخر وإلغاء الذّات أو الهويّة أو الثّقافة أو العقيدة.

ولم تعد المشكلة فقط بتقبل الآراء عند اختلاف وجهات النظر، بل أصبح من يخالف يتعرض للهجوم والإقصاء، فضلا عن شن وابل من الاتهامات عليه، ويصل الأمر إلى تخوينه والتنمر عليه والتقليل من شأنه فضلا عن إطلاق أوصاف سيئة قد تطاله وتطال عائلته.

ومن الجدير بالذكر أن مواقع التواصل فتحت المجال لانتشار هذه الظاهرة، وأصبحت مساحة لشن الحروب على من يخالف رأي المجموعة أو يقرر أن يعبر عن رأيه ووجهة نظره كما يراها هو, فكل شخص يشعر أن لديه منبراً يستطيع أن ينظر من خلاله من دون أن يتقبل رأي الطرف الآخر، فضلا عن ثقافة “الأنا” لديه والغرور وعدم إعطاء الآخرين فرصة للتعبير عن آرائهم واحترامها, فيعتقد الشخص أن لا أحد غيره يحق له فرض الرأي، فيغتال شخصية الآخر، ويسعى للهيمنة عليه في حال ناقشه أو حاوره وقد يصبحان عدوين مطبقين مبدأ (إن لم تكن معي فأنت ضدي) رغم أن المطلوب هو فقط (أنت حر إن لم تتقبل رأيي, لكن لا تهاجمني!)

فالسؤال أين نحن اليوم كجنوبين من قيم الحوار وثقافته؟ وكيف نستطيع أن ننقل هذه القيم من طور التنظير والأمنيات إلى مستوى الواقع اليومي؟ اذا اردنا أن ننجح في المزاوجة ما بين المصالحة والمصارحة لكي يكون الحوار جدّيا وحقيقيا ،ثم نتخلص في حوارنا المنشود من نزعات التعميم والانطباعات المسبقة والصور الذهنية النمطية السلبية التي ترسّخت في وعي كلّ منّا،وندير خلافاتنا باعتبار أن إشكالية إدارة الخلافات هي المحك الحقيقي لقياس نجاح أي حوار.

اولاً:كان يفترض  من استاذي القدير  الاعتراف بجهود رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي التى يبذلها في تعزيز ثقافة الحوار من خلال تشكيل فريق للحوار الجنوبي الجنوبي ، وقد قطع شوطاً كبير ذلك الفريق في الحوار مع المعارضة في الخارج والان سوف يتواصل الحوار مع المكونات والاحزاب والشخصيات الجنوبية والاستماع الى رايها وافكارها في الداخل ،مثل هذه المبادره الايجابيه تعود للقائد  عيدروس الزبيدي .الذي يحمل هم القضية الجنوبيه ،في مثل هذه الظروف الصعبه والمعقده التى تشهدها المنطقه على المستوى الاقليمي والدولي .

ثانيا:لا داعي للخوض في الصراعات المريرة التى يشهدها الوطن الجنوبي ، والابتعاد عن ترويج ، ثقافة التعصب والعنف ونشر خطاب  الكراهية والتحريض الذي على اترة تريق الدماء وتزهق الأرواح البريئة”.مع ان مثل هذه الثقافة قد استبدلها الشعب الجنوبي بقيم التسامح والحوار .

ثالثاً: عودة الاخ الوزير الميسري ومحمد علي احمد وغيرهم من المعارضين في الخارج سواً كانوا من ابين او من الضالع او حضرموت او غيرها من المحافظات الجنوبية هو يحسب لهم بالعمل الايجابي ونصراً للقضية الجنوبية ، ولم الصف الجنوبي ، وتوحيد الراي والهدف الذي قذم شعبنا الجنوبي لاجله خيرة الشباب والقيادات المحنكة وسيظل الهدف الاسماء والاعلى ،لاخيار اخر ، لشعبنا دون
استعادة الدولة الجنوبية فالجنوب للجميع ونرحب بعودتهم الى بين اهلهم وذويهم كاستشاريين وليس كسلطة ، او عودة للزعامة ،

نامل من كل الاعلاميين ان تكون دعواتهم لتمكين الشباب من القيادة والمشاركة بالسلطة وليس العكس ، لان اي تهميش للشباب سيعرضهم للتطرف والعنف وممارسة الانشطة الارهابية