آخر تحديث :الأربعاء-22 مايو 2024-02:46ص

مصائب الماضي دروس للمستقبل

الأحد - 21 أغسطس 2022 - الساعة 09:55 م

حسين محمد لشعن
بقلم: حسين محمد لشعن
- ارشيف الكاتب


تابعت كغيري من ابناء الوطن المقابلة التي أجرتها
قناة الجزيرة مع الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد.

ان الرجل في مقابلته كان حريص كل الحرص بعدم تحميل أي طرف المسؤولية وانما كان كلامه ان الكل يتحمل المسؤولية ولو كان أنزلق إلى تحميل الطرف الآخر المسؤولية لوقفنا ضده.
إن حديث الرئيس السابق علي ناصر محمد أنصف شخصية يثار حولها الكثير من الغموض، وهي شخصية تفاريش بأنه مناضل وطني وان ماقام به من عمل كان عن إقتناع بأن ذلك السبيل لتحقيق الوحدة بالقوة، وهي جريمة بحق رئيس دولة، لأن شخصية تفاريش دائما مايتم تصويره بإنه شخص مختل عقليا تم الإستعانة به لتنفيذ ذلك العمل.

إننا يجب ان نستعرض الأحداث الماضية من عام 1963م إلى يومنا هذا بموضوعية بحيث نستفيد من ذلك الصراع على السلطة ومانتج عنه من كوارث وذلك بوضع الأسس السليمة للتبادل السلمي للسلطة ونبذ المناطقية المقيته والتي أوصلت الرفاق إلى الأقتتال في مشهد درامي حزين.
كما يجب ان نتعلم من الماضي وأخطاء الرفاق ،هو عدم قبولهم بالآخر والقفز على الواقع ويتمثل ذلك بعدم قبول الجبهة القومية باعضاءجبهة التحرير والتنكيل بهم وتشريدهم وكذا عدم قبول اليساريين لليمينيين، وعدم قبول اليساريين لبعضهم البعض  انصار الأشتراكية العلمية الذين يتبعون الاتحاد السوفيتي وأنصار الأشتراكية الماويه والذي يمثلها الرئيس سالم ربيع علي، ثم في الأخير أنقسم انصار الأشتراكية العلميةوتقاتلوا فيما بينهم في أحداث مؤسفة راح ضحيتها الكثير (احداث يناير 1986م)من ابناء الوطن.
كما ان مظاهر القفز على الواقع هوفرض النظام الأشتراكي وأصدار قانون التأميم مما قضى على القطاع الخاص والحركة الملاحية لميناء عدن التجاري.

والذي يتضح إن الإقصاء وعدم القبول بالآخر وتصفيته وتشريده كان سبب رئيسي لتدمير روابط المجتمع وإضعافه من خلال سيطرت طرف دون غيره على مقاليد الحكم والنهي.

نحن جيل اليوم جيل التصالح والتسامح ولن نلتفت لتلك الأحداث إلا من باب أخذ الدروس والعبر من ما مضى كتجربةسياسيةتاريخية  فشلت في أحتواء ابناء الوطن بمختلف انتمائاتهم وتوجهاتهم الفكرية.

والله من وراء القصد

  د/حسين لشعن