آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:38ص

المتحري والهجوم الاعلامي

الأحد - 21 أغسطس 2022 - الساعة 02:15 م

لطفي عبدالله الكلفوت
بقلم: لطفي عبدالله الكلفوت
- ارشيف الكاتب



بسم الله الرحمن الرحيم
ان كان قد تسامح و تصالح الجنوبيين فمن المهم الاطلاع على تاريخ اليمن الجنوبي منذ الاستقلال والى يومنا هذا وبدون شك تختلف نظرة الاشخاص من شخص لاخر فنظرة الشخص الواعي المتسامح و التي ستكون للاستفادة من اخطاء الماضي واستخلاص الاسباب الحقيقية لعدم تكرارها وايجاد الحلول المناسبة تختلف عن نظرة من يرى تلك الاحداث من زاوية سلبية وقد يكون الهجوم الاعلامي ضد نشر تلك الحقائق بادرة سيئة واتمنى ان سببها ليس مايدور في ذهني.

كنت كثير الاسئلة لمن عاصرو تلك الحقبة الزمنية من اجل الاستفادة وتنمية الوعي ويشهد الله اني لم احمل من تلك القصص اي ضغينة ولن انسى ابتسامة احدهم رحمة الله عليه عندما صحح لي اول سؤال وجهته له وكان كالتالي:
كيف اغواكم الله في تلك الفترة واقتنعتم بذلك الفكر الذي افقدكم ثقة المستثمرين واغلقتم به البلاد?
فاجاب مبتسما ان الله لا يغوي بل يهدي ياولدي وقل كيف اغوانا الشيطان? واستغفرنا الله واستعذنا من الشيطان الرجيم وادركت من غلطي في صياغة السؤال ان الشيطان قد يصور للانسان اعمالة الخاطئة بانها اعمال صائبة ومن ثم واصلنا الحديث عن الماضي منذ الاستقلال وحتى حرب الحوثي ونظامة المشابة لذلك النظام ولكن الفرق بينهم انه بطابع ديني والذي سيتسبب في صراعات داخلية ومناطقية وعرقية فيما بينهم مماثلة لما حدث في الجنوب وعداء دائم ايضا مع دول الجوار والعالم ان استحوذو على السلطة او حتى شاركو فيها.
استنتجت من جلوسي معهم ما يفيد وكانت مطابقة تقريبا لما جاء في الجزء الاول من برنامج المتحري الذي كان يستضيف مجموعة ممن عاصرو التاريخ وابرزهم الوالد العزيز الرئيس علي ناصر حفظة الله وادام له الصحة والعافية.
الا ان كما ورد في البرنامج بان المناطقية تاسست منذ احداث 1986م غير صحيح بحسب ما استنتجته من قبل فالصراع بين الجبهة القومية وجبهة التحرير كان صراع سياسي وكليهما يريد اقصاء الاخر والاستاثار بالسلطة او الضم للمكون الحاكم ( ما اشبة الليلة بالبارحة) وبسبب جهل الشعب وعدم الوعي تم التجييش له في كل الاطراف بشعارات مناطقية وقبلية ومنذ تلك الاحداث تجذرت المناطقية في جنوب اليمن ومع كل احداث اخرى تزداد المناطقية تجذرا وعدم قبول الاخر بديمقراطية تعددية تسبب في كل تلك الصراعات. 
مازال الشعب اليمني يحتاج لمزيد من الوعي حتى يتخلص من المناطقية المتجذرة كما ان اطماع السلطة والثروة ستجعلها اكثر تجذر والحل الوحيد هو الاقاليم بصلاحيات واسعة تكون سلطة الاقليم من ابناء الاقليم وتاسيس نظام ينهي المناطقية مع مرور الزمن وينتج عنه سلام دائم و لا سيادية فيه للثروة وبنسبة مايتم رفد خزينة المركز من اموال يكون التمثيل في مجلس المركز كما ان اساس التمثيل بحسب الثروة ومايتم رفد خزينة المركز به سيمنع نهبها او سيقلل النهب على الاقل وستتنافس الاقاليم على مايزيد من دخلها لتصبح اكثر تاثيرا في صنع القرار تماما مثل نظام الامارات العربية المتحدة ولكن بشكل معدل و بطابع ديمقراطي تتنافس الاحزاب فيه و ترشح شخصيات في جميع الاقاليم لسلطة الاقليم والمركز والرئاسة ايضا.

يجب على الجميع ان ينظر للتاريخ من زاوية ايجابية ليستفيد منه ويستخلص اسباب الصراعات الحقيقية و يبحث عن الحلول المناسبة له دون ان يحمل اي ضغينة ضد من اقتنعو بتلك الايدلوجية التي صاحبها شعرات خادعة رنانة ونتج عنها سلوك العنف بطيش الشباب الذين لم يستطيعون التمييز بين الصواب والخطأ.