آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-12:40م

حوار القناعات الجنوبية

الجمعة - 19 أغسطس 2022 - الساعة 12:00 ص

عبدالكريم سالم السعدي
بقلم: عبدالكريم سالم السعدي
- ارشيف الكاتب



حوار القناعات الجنوبية خير من حوار الإغراءات والاملاءات الإقليمية)!!

(1)
على العقلاء ممن يهمهم أمر الجنوب أن يكفوا عن تسابقهم لمنح القوى المتطرفة الغطاء السياسي لأفعالها من خلال دعوات حوار يدركون أنها تحمل أسباب فشلها بافتقادها لأبسط مقومات وشروط هذا الحوار ، وأن يوجهوا جهودهم للسعي أولا لإيقاف قتال الأخوة في عتق وصحاري شبوة والجلوس على طاولة تصالح سياسي واجتماعي ، فلا طريق للتعايش سوى طريق التصالح والقبول بالآخر ، ولا حوار في ظل استمرار سفك الدماء بين الإخوة وتمزيق عُرى المجتمع .

(2)
لايوجد اليوم واقع حقيقي لقوات يمنية ، ولا لقوات جنوبية ، ولا غيرها من المسميات التي تفرزها حالة أحلام اليقظة عند البعض الباحث عن الأمل ولو بخداع نفسه  ، فالواقع يؤكد أن الأرض اليمنية شمالا وجنوبا تشهد حربا لأدوات إقليمية ، تتقاتل لصالح مشاريع دولية بأدوات محلية ، فلا أحد يحاول تصوير المشهد بغير هذه الصورة البشعة ، وتظل الفرصة متاحة لهذه الأدوات المحلية بمختلف ولاءاتها لأن تعيد حساباتها لتستعيد صفة القوات اليمنية أو القوات الجنوبية شريطة تخليها عن التبعية العمياء للإقليم وانتهاج الوطنية برفع شعار الدفاع عن السيادة ووقف عبث الخارج بمقدرات الوطن ، واستعادة مؤسسات الدولة، والتطهر من رجز أموال الخارج .

(3)
لماذا ترفض حضرموت شعارات الدفاع عن اليمن التي يرفعها الحوثي ؟  ولماذا يرفض الجنوب تلك الشعارات ؟ ولماذا ترفض أبين وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى شعارات مكون الإنتقالي ولاتتقبل ولاتقتنع ولا تثق بمفردات خطابه ؟  ولماذا تتململ عدن وتضيق بوضعها المزري وتترقب ساعة الخلاص ؟  كل هذه الأسئلة جوابها واحد وهو غياب المشروع الوطني الحقيقي لكل هذه الأطراف وارتهان قرارها لأطراف التدخل في اليمن سواء بالبند السابع أو بسلاح القوة والهيمنة.

(4)
نعود للتذكير بأن المصالحة والحوار على مستوى اليمن عامة والجنوب خاصة هو المخرج مما نحن فيه شريطة أن يقوم ذلك الحوار على الأسس المُتعارف عليها وليس عبر اللقاءات المشبوهة المحفوفة بالإغراءات المادية والمعنوية ، والموجهة من أطراف الإقليم ، والتي لا تقود إلا إلى ترسيخ ثقافة الاستقطاب.

(5)
بالمقابل على القوى التي تمسكت بمواقفها طوال سنوات التفرد والتطرف ورفض الآخر أن لاتفقد ثقتها في خياراتها وتوجهاتها لمجرد خسارتها لجولة في معركتها أمام الباطل ، وأن تتلمس مواطىء اقدامها في هذه المرحلة الصعبة ، وأن تتمسك بأسس الحوار المٌتعارف عليها ، فالسياسة تعني إجادة توظيف ما في اليد من أوراق ، ولاتعني مطلقا البحث عن مجرد الحضور الشكلي والتخلي عن الأهداف والثوابت ، لأن التخلي عن الثوابت والقبول بالحضور الشكلي المتأخر لا يمثل في النهاية إلا إعتراف بعدم صواب الخيارات والأهداف السابقة لقوى الحضور الشكلي تلك .

               عبدالكريم سالم السعدي