منذ تشكيل حكومة المناصفة بُعيد إتفاق الرياض الأول و ما نتج عنها من قرارات حكومية حتى اليوم ، و منذ تشكيل المجلس الرئاسي بُعيد لقاء مشاورات الرياض الثاني و ما صدر عنه من قرارات حتى اليوم ، فقد غُيبت فيها تماماً القرارات تمس حياة المواطن العادي و تهمه ، بل و منذ ذلك الحين ازدادت معاناته أضعاف ما كانت عليه قبل (الرياضين) و الذي يُفترض حسب مخرجاتهما أن تحسين الوضع المعيشي و الخدمي للمواطن هو الهدف الأساس لمخرجاتهما ، لكن ما يؤسف عليه أن تلك المخرجات قد حُصرت في قرارات سياسية و عسكرية تتقاسمها النخب و المكونات لتمكينها في السلطة و كان المواطن المعني بها خارج تلك الحسابات و المناصفة و التقاسمات لكل القيادات و النخب و المكونات ..
في مهده يسير نظام المجلس الرئاسي و حكومته على خطى نظام الرئيس هادي و حكوماته ، و إن أستمر على هذا النمط و المنوال فيمكن الجزم أنه سيكون إنعكاساً لصورته على مرآة مستوية ..
كل القرارات الحكومية و الرئاسية الصادرة اليوم السياسية و العسكرية تشبه تماما قرارات الرئاسة في زمن هادي مضمونها تمكين جهات و أطراف سياسية و نافذة و تغييب أخرى أو إضعاف نفوذها ، و حتى القرار الإقتصادي الوحيد الذي يمكن ربطه بحياة المواطن فهو تماماً شبيه بقرار مماثل للرئيس هادي صدر سابقاً ، فتشكيل اللجنة الإقتصادية برئاسة العيسي من قبل الرئيس هادي يشبه تشكيل لجنة الإشراف على الموارد برئاسة الزبيدي و الذي أصدر العليمي قرار تشكيلها ، فشلت الأولى في تحقيق أي نتائج إيجابية تذكر و ستفشل الأخرى مثلها تماماً ، و السبب يعود إلى أن تشكيل اللجنتان كان على أسس سياسية موجهة ، ففي لجنة العيسي كانت قوى النفوذ المناوئة لها قد وقفت لها بالمرصاد و كانت عقبة أمامها و مؤكد أن ذلك ما ستواجهه لجنة الزبيدي الحالية ، و كان يفترض أن لجاناً مثل تلك أن تكون محايدة و ذات مؤهلات و خبرات و لا تخضع لأي إجندات سياسية داخلية أو خارجية ..
على الرغم من القوة و المكانة لشرعية الرئيس هادي داخلياً و خارجياً و التي مكنته في إستصدار الكثير من القرارات السياسية و العسكرية الموجهة إلا أن التدهور الإقتصادي و المعيشي للمواطن كانت الورقة الرئيس التي ضغط بها عليه خصومه المحليين و الدوليين و المنظمات الإنسانية الدولية و التي سهلت و أفضت إلى إزاحته عن المشهد إجبارياً ، و قد يتكرر الأمر ذاته مع الرئيس رشاد العليمي و التي لا تزال شرعيته تشكك بها بعض القوى و الأطراف ..
منذ بداية الحرب في اليمن و حتى الآن فالحقيقة الثابتة
أن كل قيادات النخب و الأحزاب و المكونات السياسية و العسكرية كانت موالية للخارج و قدمت إجنداتها على إجندات و أهداف الوطن و الشعب ، و من الثوابت أيضاً و التي لم تتغير منذ بداية الحرب و حتى الآن أن لا إنقلاب نجح و لا شرعية عادت و لا وحدة تيقنت أو إنفصال تم .. و لا يزال المواطن يمنياً لا يوال أحد و لم يعد يكترث للساسة و لا لأحزابها و ما يهمه الآن هو السلام و الأمن و رفع المعاناة عن كاهله ..
المواطن شمالاً و جنوبا ينازع الموت جوعاً و يحيا حياة الموت سريرياً و يصارع للبقاء و ينتظر من ينتشله من وضعه البائس ذاك .. فالمواطن يمنياً و ليس خليجياً أو فرنسياً .. فهل بإستطاعة الرئيس العليمي أن يكون يمنياً و لو إلى حين .
يوم أمس أنتحرت أسرة كاملة برمي أنفسهم في خزان عام للمياة و عند البحث عن أسباب للغرق أو الإنتحار ، وجد منزلهم يخلو تماماً من وجود أية مواد غذائية .. فهل علم مجلس القيادة بتلك الحادثة التي هزت كل الضمائر إلإنسانية ؟