آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-02:59ص

الحساسية التاريخية تجاه مشروع الامامة

الأربعاء - 17 أغسطس 2022 - الساعة 08:33 م

مصطفى ناجي
بقلم: مصطفى ناجي
- ارشيف الكاتب


 

لا تبدو الحساسية التاريخية تجاه مشروع الامامة في اليمن امراً مشتركاً بين كل اليمنين في كامل المحافظات. من دوافع مواجهة الحوثي لدى جزء كبير من ابناء الجنوب يتصدر كونه مشروعا ايرانيا او (مجوسيا). وهنا يتقدم الإشكال الاقليمي على الاشكال المحلي. للتاريخ دور كون الامامة كمنظومة تاريخية ظلت محصورة في بقعة ضيقة في اقصى شمال الشمال. 
لكن اللحظة التي تقوت فيها على باقي الدويلات اليمنية سارعت الى حكم مناطق الجنوب والشرق حتى ظفار في عهد القواسم. والمتوكلية في بداية القرن ال 20 تمسكت شكليا باحقيتها في حكم كامل اليمن وان لم تكن جادة وكانت سببا في تجذير التشطير ،لكن الملفت في الحاضر اولا انقطاع الوعي السياسي عن جذوره وتقوقعه حول حقبة الخمسينيات ومشروعها السياسي المتأرجح. اذا كان البعد التاريخي هو المؤصل للمشاريع السياسية فإن مشروع الامام اكثر تهديدا واقوى تأصيلا وليس الا بالجمهورية فقط يمكن تجاوزه.

ثانياً ان المد السلفي في محافظات الجنوب والشرق يسهم في تسطيح التعامل مع التهديد الحوثي لمناطق الجنوب والشرق بضخ وتضخيم المسألة العقائدية (مجوس او نواصب) على بقية الابعاد الاكثر صلابة (وحدة التاريخ ومتانة الجغرافيا والمستمسك السياسي على اساس الكيان السياسي.

لذا يسارع كل من دعاة الانفصال والسلفيين بطرق وباخرى في هدم فكرة الوحدة اليمنية بينما هي المسلك الاكثر امانا لمواجهة الحوثي وليس بالانجرار اي سلفيته الامامية بسلفية سنية او الاكتفاء برسم حدود تشطيرية تمنحه عوامل البقاء والقوة في شطره الشمالي بالتالي لا تزيل عنه عوامل القوة.

كما ان المبالغة في استخدام المخاوف الاقليمية من ايران يقلص امكانية التعامل الجاد مع الحوثي وفقا للتحديات المحلية. قد تجد المخاوف الخليجية من ايران حلا لها دبلوماسيا او سياسيا وفق صفقة دولية او قد تغيب بالاستسلام للمشيئة الايرانية.لكن الامامية بصيغتها الحوثية ستبقى اشكالا محلياً.