آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-03:58م

صنعاء في زمن الحوثي

الثلاثاء - 16 أغسطس 2022 - الساعة 03:11 م

رضية المتوكل
بقلم: رضية المتوكل
- ارشيف الكاتب


 

منذ عرفت نفسي ومواقفي مع الناس في شوارع صنعاء اغلبها مفعمة بالإيجابية، انا أحب الإنسان اليمني العادي ولم يحدث أن تعرضت لمواقف مزعجة من هذا الإنسان في شوارع وجبال وسهول وشواطيء اليمن عامة، وفي شوارع صنعاء خاصة إلا نادراً جداً.

اليوم كانت زيارتنا – انا وصديقتين – لصنعاء القديمة مختلفة، باقية هي على جمالها، لكن هناك لون قاتم يتسرب إليها سوف أشرحه لكم في هذه المشاهد الأربعة :

– المشهد الأول :

كادت سيارة أن تصدمني ونحن نتمشى بأقدامنا وتوقفت على بعد مسافة بسيطة مني، فارتفع صوت من مكان ما حولنا يقول ” سهل اصدمها، ماحد عيحاسبك” !

– المشهد الثاني

اشترينا شاهي بالحليب من أحد المقاهي هناك وحرصنا أن نجلس في مكان بعيد قليلاً من المقهى الذي توتر عماله حين اقتربنا منه، اعطانا العامل الشاهي وطلب منا مغادرة كل المكان المحيط بالمقهى لأنه محسوب عليهم وجلوسنا ممنوع من قبل الحوثيين !

– المشهد الثالث:

ابتعدنا من المقهى وجلسنا على أحد الأرصفة المواجهه للسايلة، فمر مراهقون وقالوا لنا بلهجة مستفزة أن ننهض وإلا سيأتي القسم، نهرناهم وقلنا لهم أن لا شأن لهم، واكملنا شرب الشاي دون أن يأتِ القسم.

المشهد الرابع :

في طريق عودتنا الى حيث السيارة جلسنا على درج مقابل للسايلة لنلتقط صورة، فجاء الينا رجل ونظر في وجوهنا ثم قال مازحاً ( انتين مرة ثانية)؟ ثم طلب منا عدم الجلوس في ذلك المكان لأنه ممنوع، وبعد نقاش قصير وعقيم معه غادرنا المكان مع ارتفاع أصوات التشفي من المراهقين.

تلك المشاهد في قلب صنعاء القديمة ليست سوى جزء من القتامة التي تصر جماعة الحوثي أن تحيط بها النساء وتواجدهن في المجال العام، ومؤشر لخطواتها البطيئة والحثيثة في ذات الوقت لطلبنة المجتمع .يتعاملون مع المجتمع باعتباره منفلت، وجماعتهم هي الفارس المغوار الذي جاء ليعلمه الدين ويحميه من الرذيلة، بمن يذكرونكم؟.