آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-10:40ص

الرابعة صباحًا "بتوقيتِ العُزلة"

الثلاثاء - 16 أغسطس 2022 - الساعة 12:01 ص

منار البيتي
بقلم: منار البيتي
- ارشيف الكاتب


انقطعت الكهرباءُ وغلَّفت الظلمةُ المكان،
ولم أنم بعدُ حتى الآن..

أشعرُ بعينينِ تُراقبانني من خلفِ الباب،
أُبصِرُ نحوهُ فلا أجدُ أحدًا هُناك، أهوَ شبحٌ ما !

ستصفُني بالجُنونِ وقد تُخبرني أنّي أتوهَّمُ بفعلِ الخوف..
ربما كنتُ مجنونًا حقًا وأنَّ هذا من نسجِ خيالي، لكنّي أُقسِمُ لكَ أنّي سمعتُ صريرَ البابِ وهو يُفتح، وكالعادةِ لم أجد أحدًا..

جسدي يرتجف، لا أعلمُ إن كانَ بفعلِ البردِ أو الخوف..
تجاهلتُ ماحولي وأغمضتُ عينيّ، النومُ هو الحلُ الوحيدُ للهربِ من هُنا..

مرَّت الدقائقُ ولم أنم بعد، وهذهِ المرَّة خفقانُ قلبي هو السبب، يخفقُ بقوةٍ وكأنَّهُ يحاول الهربَ منّي، الصوتُ مزعجٌ حقًا، لكنَّ هذا هوَ "صوتُ الحياة" لذا عليَّ تحمُّله..

سمعتُ صرخةً مُناديةً باسمي، نهضتُ مفزوعةً والعرقُ يتصببُ من على جبيني، جُلتُ بنظري حولَ الغرفةِ وأنا أسمعُ أصواتًا وضحكاتٍ وأحاديثٍ لم تُفهم..

قد تظنُّ أنّي في تلكَ اللحظةِ صرختُ ويديَّ تقبضُ رأسي وأنَّ الجُنونَ قد أصابني، غير أنّي لم أقم بفعلِ شيءٍ من ذاك..

لا أستطيعُ وصفَ المشاعرِ التي غزتني في تلكَ اللحظة،
فهيَ أشبهُ بفضاءٍ شاسعٍ لم يُكتشف بعدُ بالكامل، أشبهُ بحالةٍ من السُكونِ وبُرودِ النظرات..

تمدَّدتُ بعدها واحتميتُ بلحافي،
أرخيتُ جفنيَّ رغمَ الأرق الذي أصابني..

على كُلٍّ..
فتحتُ عينيَّ عندما شعرتُ بضوءِ الشمسِ يداعبُ وجهي،
ناظرتُ ماحولي والضوءُ قد غلَّفَ أرجاءَ المكان..
لمحتُ الساعةَ وقد أشارت نحوَ الثامنةِ صباحًا..

- إلهي لقد نِمت !

كما وجدتُ البابَ مغلقًا كما تركته ولم أسمع أيَّ صوتٍ كما حدثَ ليلًا، حتى أنّي بدأتُ بالشّكِّ حولَ مارأيته، أهوَ حقيقةٌ أم محضُ وهمٍ وخيال !

غير أنَّ أفكاري تبدَّدت عند رؤيةِ مُذكرتي قد مُزِّقَت صفحاتها ورُميَت في سلةِ المُهملات..

أمسكتُ المُذكرةَ من طرفها، ووقعت عينيَّ على نصٍّ كُتِبَ بعشوائيةٍ في أحدِ الصفحاتِ المُلطَّخةِ بالدماء:

تسعةٌ وأربعون
وبقيَ الخمسون،
وحقدٌ منا لهُ مكنون،
سنصيبهُ بالجنون
وسيُقتلُ مع الآثِمون
في بيتٍ مسكون
بعيدًا عن الجانِّ والعيون..

بقلم: منار البيتي