توشحّت مديرية عسيلان بشكل خاص ومحافظة شبوة بشكل عام ، باللون الاسود حزناً وأسىً وهي تزف واحداً من خيرة شبابها الابطال الى دار البقاء والخلد إيذاناً برحيله عن حياة الدنيا ليتوارى عن الانظار .
عسيلان اليوم ودّعت جثمان الشهيد البطل العميد/ مفرج محمّد بن صالح شليل الحارثي قائد اللواء الخامس دفاع شبوة ، الذي سقط شهيداً والى جانبه مرافقه الجندي البطل " عادل الخبشة الحارثي " وهما يؤديان واجبهما الوطني والأمني بتفقد المواقع الامنية والعسكرية المكلفة بحفظ الأمن والاستقرار في عدد من مناطق المحافظة .
عند تناقل نبأ استشهاده على منصات التواصل الإجتماعي وقع على قلوب الكثير هذا الخبر كالصاعقة ، حيث اجتاحت نفوسهم مشاعر الأسى والحزن العميق وخاصة ممن يعرف هذا القائد الفذ الذي مايزال في ريعان شبابه وقمة عطاءه .
لقد خنقتني غصة الألم والحزن حين تأكد لي فجر يوم السبت ان العميد مفرج الحارثي قد ارتقى شهيداً وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها .
عادت بي الذاكره لاسترسل بعض الذكريات وتظهر صورة الشهيد وكلامته في مخيلتي عندما كنت التقيه او اتصل به ، عرفته ذلكم الشاب الطموح الجاد والمخلص تكسوا وجهه الطيبة والبراءة والهدوء والوقار والابتسامة .
يتصف الشهيد -تغشاه رحمة الله - بصفات وخصال سامية ومتعددة ، حيث تجتمع فيه الشهامة، والنخوة، والمروءة ، والجود ، والشجاعة وفوق ذلك البساطة والتواضع والجدية والصدق ،هذه سجايا مشبّعة بها روحه وجسدة بفعل جينات التي ورثها من سلالته العربية الأصيلة واسرته العريقة " آل شليل بلحارث "
عائلة فاضلة ومناضلة رَسمت تضحياتها ونضالاتها في جدران الزمن وسفر التاريخ من خلال حضورها الوطني الفاعل في كل المراحل والمواقف والمنعطفات والتحولات السياسية والمصيرية وقدمت خيرة شبابها ورجالها من اجل مبادئها فالشهيد هو نجل المناضل العميد / محمد صالح فهيد شليل ، واعمامه هم الشيخ الجليل المناضل والسياسي المخضرم الشيخ / ناجي بن صالح فهيد شليل والفقيد الراحل عوض بن صالح فهيد شليل الشخصية القيادية المرموقة وكذا عمه الشخصية الاجتماعية المؤثرة الشيخ / علي بن صالح شليل .
كما ان الكثير من اخوان واقارب الشهيد مفرج الحارثي قد سقطوا شهداء في ميادين الشرف والبطولة خلال معارك تحرير مديريات بيحان من المليشيا الحوثية ، وها هو اليوم يلحق بركب وقافلة الشهداء الابرار .
رحم الله الشهيد البطل العميد مفرج الحارثي هذا القائد الذي نال محبة عامة الناس لدماثة اخلاقه ونقاء سريرته وفرض تقديره واحترامه لدى جميع منتسبي اللواء الخامس ضباظ وصف وجنود لحسن ولطف تعامله وقمه تواضعه وحرصه على سرعة تجاوبه في حل ومعالجة كافة قضاياهم ومشاكلهم .
أعزي نفسي اولاً واعزي اسرته خاصة ومحافظة شبوة عامة وجميع ضباط وافراد اللواء الخامس دفاع شبوة بهذا المصاب الجلل وهذه الخسارة الفادحة التي ستظل احزانها عالقة في أذهان الكثير ، سائلين المولى عزوجل ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وغفرانه وان يلهمنا واهله وزملاءه الصبر والسلوان ، إنا لله وإنا إليه راجعون .
