آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-03:58م

فخ الهدنة ومأزق الحوثيين وإخوان اليمن  !

السبت - 13 أغسطس 2022 - الساعة 05:32 م

مصطفى المنصوري
بقلم: مصطفى المنصوري
- ارشيف الكاتب



بعد نقل هادي لسلطته الرئاسية الى المجلس الرئاسي بقيادة رشاد العليمي تغيرت التحركات السياسية والعسكرية على الأرض ، الخطاب الإعلامي للإخوان وتحركاتهم العسكرية وتموضعهم في مفاصل الثروة وسيطرتهم على القرارات السياسية للشرعية وتحالفاتهم التي اربكت التحالف عززت  ضرورة اخراجهم من المشهد العسكري ، المشروع الإخواني يتماهى مع المشروع الحوثي في شقين الأول : هزيمة السعودية في اليمن والثاني : رسم خارطة جديدة للمنطقة مع الإيرانيين .
ادرك الرئيس اليمني الراحل عفاش خطورة الإخوان متأخرا ، قيادة الإخوان ذهبت في وقت مبكر الى السيد عبدالملك الحوثي في مرآن تعطي له بيعة الحكم مقابل الأمان ، صالح عفاش ادرك ان عودته للسلطة مستحيلة وان هذا القرار اتخذ بقوة دولية ، الحوثيون اعلنوا مقتل صالح عفاش بعد ان اتهموه بالتآمر ومثلوا بجثته ومنع دفنها الى اللحظة ،  لم يشفع لصالح تحالفه  العلني مع إيران وتسليمه كل مقدرات الدولة واركانها للحوثيين ، السعودية تعاملت مع اليمن بنفس طويل وهذا الأمريعد جزء من سياستها العميقة للكثير من قضاياها الإقليمية والدولية .
تناغمت خطوات الحوثيين والإخوان في كثير من الخطوات  لكن أهمها  هو إنهاء التواجد السعودي والاماراتي من اليمن ، لعب الاخوان دور كبير قي ضرب دولة الإمارات حتى غادرت اليمن منسحبه من التحالف ، إسقاط الإمارات معناه إسقاط عدن يلي ذلك إعلان بيان من معاشيق ينهي التواجد السعودي .
انتشرت السعودية في مفاصل الجنوب واوهمت الإخوان انها في طريقها الى تفكيك واذابة القوات الجنوبية ، عسكريا تحركت السعودية الى تغيير تموضعات لبعض القوات الجنوبية من العمالقة في الحديدة ، انتشرت قوات من العمالقة على خط النار في الشيخ سالم الفاصل بين قوات الإخوان القادمة من مأرب لإسقاط عدن والقوات الجنوبية ممثلة بالاحزمة الامنية وقوات الدعم والاسناد المدافعة عن عدن  ومن ثم دخول الوية من العمالقة الى  شبوة لتحرير مديريات بيحان الثلاث من الحوثيين وتلا ذلك دخول قوات دفاع شبوة الى عتق وهذه الخطوة افضت الى المواجهة الدامية مع القوات الخاصة وقوات النجدة ومحور عتق والويته ، تم القضاء على قوات الإخوان من خارطة شبوة وتمددت قوات العمالقة ودفاع شبوة الى حدود حضرموت المحادية لشبوة .
لعبت الهدنة دور كبير في تمدد وإعادة ترتيب أوراق مجلس القيادة  الرئاسي على مفاصل كثير من المناطق المحررة واستعادة قبضته على مناطق الثروة  ، البيان الرئاسي في احداث شبوة كان واضح ووجه اصبعه الى قوة عسكرية متمردة يجب إنهاءها ، في شبوة كانت المعارك إلا ان الصراخ يسمع من صنعاء ، وكأن معركة شبوة هي معركة الحوثيين ، اصطفاف القوى العسكرية والسياسية المناؤة للحوثيين هي مهمة القيادة الرئاسية في معاشيق والتي اكدها وزير الخارجية اليمني في احد لقاءته الصحفية ان حلحلة القضية الجنوبية سيكون لها اطارها بعد المعركة مع الحوثيين .
استمتع الحوثيون بقليل من رحلات الطيران الى الأردن ورحلة يتيمة الى مصر ومبالغ من عائدات ناقلات النفط والطاقة عبر ميناء الحديدة وتحركات ولقاءات مع المبعوث الاممي ، وسلطنة عمان تتحرك في إقناع الكل ان حل المشكل اليمني يتمثل في خيار واحد عبر تشكيل حكومة يمنية ؛ بما معناه ان اليمن يجب ان يسقط في حضن الحوثيين ، بداء الحوثيون يسوقون للعالم أنهم يحترمون الجوار  وحربهم تتجه على العدوان فقط ، السعودية تقترب من المهرة بقوة رئاسية شرعية ، ومعلوم ان النفوذ في المهرة وبتسهيلات من سلطنة عمان عبر رموزها من المهريين هو للحوثيين ، لن تتوقف القوات في شبوة والمعارك باتجاه حضرموت ، شبوة وحضرموت جسد واحد كما قالها محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي .
ترقب صنعاء القوة الصاعدة في الجنوب ، قوة صنعاء ليست شرعية ، هي قوة على الواقع لا غير، تبقيها قوتها وينهيها ضعفها ، وعلى غرار تهديد حزب الله اللبناني عندما اطلق ثلاث مسيرات لمنع إسرائيل من استخراج او بيع الغاز والنفط يهدد اليوم من صنعاء رئيس وفد الحوثيين محمد عبدالسلام بضرب ناقلات النفط والغاز في مناطق ثروة الجنوبيين حال عدم توريدها الإيرادات الى صنعاء ، لا يعد الاستعراض العسكري في ميدان السبعين في صنعاء بالقوة في ظل واقعهم الداخلي المنهار والواقع المحيط بهم الأكثر قوة وتماسك .  
حاول الحوثيين القفز على الترتيبات الإنسانية واستثمار ها لإنهاء التواجد السعودي من اليمن  لكنهم وجدوا  انفسهم يراوحون مكانهم دون تقدم ، وادركوا ان اعلى مدى للتقدم هو ما تقع عليه اقدامهم وتهديداتهم باطلاق الصواريخ والمسيرات واشعال كل الاركان لن ينهي الحرب .. هناك مرحلة قادمة تتشكل رغم تهديدتهم بضرب المصالح السعودية والإماراتية .. لا جدوى من ذهاب الحوثيين الى روسيا ، وتوصيف رئيس وفدهم المفاوض انهم اصبحوا قوة إقليمية ترسم الممانعة لإنهاء التواجد الأمريكي  في المنطقة بمعية محور مقاومتهم وبقيادة من إيران لا يخرج هذا التوصيف عن الترهيب للداخل اليمني .... الحوثيون بلعوا فخ الهدنة  وتجرعوا مع إخوان اليمن المرارات .