آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-11:54م

(كريستيانو) سفير الإنسانية وملك كرة القدم لا يستحق كل هذا الحزن

السبت - 13 أغسطس 2022 - الساعة 04:59 م

عبدالحكيم الجابري
بقلم: عبدالحكيم الجابري
- ارشيف الكاتب


الاسطورة الكروية في عصرنا الحالي كريستيانو رونالدو، أفضل لاعب في العالم لسنوات متتالية، ولايزال يمثل الأفضل في ملاعب كرة القدم، بعد أن أكمل عقده مع الملكي انضم إلى صفوف نادي جوفنتوس الايطالي ومن ثم الى مانشستر يونايتد، قدم فيهما إبداعاته الكروية ضمن صفوف هذين الفريقين، إلا أن الملايين من عشاق كرة القدم في العالم ظلوا ينظرون لكريستيانو بأنه لاعب مدريدي، ومشجعي ريال مدريد لم يتخلوا عنه رغم انتقاله من ناديهم، فكانوا يتعاطفون معه حتى وهو يخوض المباريات مع الفرق الأخرى، او مع منتخب بلاده في المنافسات الدولية.

فليس بمستغرب ذلك العشق المتبادل بين كريستيانو والمدريديين، وهو الذي برع في صفوف الريال وتألق نجمه، وازداد بريقه لمعانا وجمالا، عندما وجد نفسه بين كوكبة من أفضل لاعبي العالم، وفي افضل نادي في العالم (نادي القرن)، وليس بمستغرب أيضا أن تصل التعليقات في حساب اللاعب كريستيانو رونالدو في الانستجرام، إلى أكثر من 200 مليون تعليق عند كل تغريدة له، فهو أكثر بكثير من كونه نجم كرة قدم، فاسمه مسجل بماء الذهب في الأعمال الخيرية بدعمه للجمعيات الخيرية والأعمال الانسانية في العالم، وتقديم المساعدات للمحتاجين في جميع أنحاء العالم، وله محبة خاصة عند كثير من العرب خاصة ممن يعرفون عن تعاطفه ومواقفه التضامنية مع قضية شعبنا الفلسطيني، ونتذكر تبرعه بقيمة جائزته كأحسن لاعب لمستشفى الاطفال في غزة، وغيرها من المواقف والأعمال الخيرية التي ستحفظها ذاكرة الشعب العربي.

ومما يذكر عن كريستيانو رونالدو أثناء وجوده في صفوف ريال مدريد، بأنه كان يتحين الفرص للجلوس إلى جانب زميله السابق مسعود اوزيل عندما كان الاخير يقرأ القرآن الكريم، فكان كريستيانو يستمع له وكان يشعر بالراحة النفسية بحسب ما صرح به، حتى تم انتقال اوزيل من الريال في عملية بيع مشبوهة، وكأنها عملية مدبرة، لعل هناك من خاف من تأثر كريستيانو بتلاوة القرآن، ومن ثم يسري ذلك على لاعبين آخرين يسلكون نفس الطريق.

لقد ترك كريستيانو رونالدو أثرا بالغا في تاريخ ريال مدريد، وسجل مع الفريق أرقاما قياسية كثيرة، ولايزال في قمة عطاءه ويقدم الكثير مع الفرق التي انتقل اليها، ولكن يظل عطاءه الإنساني الذي أكسبه حب الجماهير، هو الرصيد الأكبر والأهم الذي يجب أن يتشرف به، لان ذلك سيخلده في قلوب الناس مهما اختلفت جنسياتهم أو أديانهم.
اليوم، والاسطورة الكروية كريستيانو يعيش أسوأ أزمة تمر به كلاعب، بعد أن اعتذرت كثير الأندية عن ضمه الى صفوفا، أجد نفسي متعاطفا ومتضامنا معه بشدة، وأطالب ادارة نادي ريال مدريد، بسرعة ضم اللاعب وعدم السماح باراقة كرامته، وهو الذي كان له الشرف في الدفاع عن كرامة النادي الكبير لأكثر من 13 سنة، وكان فارسا مقداما حقق كثير من الانجازات والارقام والبطولات التي لم يسبقه اليها لاعبون مروا بالنادي، وحان الوقت لأن يرد المدريديون شئ من الوفاء والعرفان لهذا الطود الكروي العظيم، وأن توجه له الدعوة للانضمام لصفوف الفريق، واللعب لموسمين أو حتى موسم واحد، ومن ثم ترتيب وضعه اما في الادارة او المكتب الفني للفريق.