آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-01:18م

المدير الإنسان.

الجمعة - 12 أغسطس 2022 - الساعة 12:21 م

د. عصام المقبلي
بقلم: د. عصام المقبلي
- ارشيف الكاتب


يقول : أنا مدير لأحد مدارس الاطفال الابتدائية في بداية عام دراسي في سنوات سابقة وفي أحد الأيام الصباحية شاهدت طفلا في الرابع الابتدائي في فترة الاستراحة متنحيا جانبا يبكي ، ويحاول اخفاء دموعه، سألته عن سبب بكائه، قال الطفل  : لقد تذكرت والدي المتوفي! لقد سألتنا المدرسة في الفصل سألت كل طالب فينا  ماذا يعمل أبوك ؟ فتذكرت والدي المتوفي فبكيت !

يقول المدير : شاهدت دموع الطفل الطالب مرة ثانية فدمعت معه ، من يومها منعت المدرسين في المدرسة من سؤال التلاميذ السؤال الاعتيادي الغبي الذي يسألونه التلاميذ بداية كل عام دراسي ، ماذا يعمل والدك ؟ رأيته سؤالا غبيا لايفيد شيئا لا للطالب ولا المدرس بل يجرح مشاعر بعض الطلاب الصغار فوظائف ومنازل الآباء مختلفة وأحوالهم مختلفة وبعضهم يفتقد والديه  ، واصدرت توجيها آخر يخص الكراريس المدرسية (الدفاتر) وهو السماح بالاستعانة بكراريس العام السابق فهناك أسر لايملكون المال  لشراء مستلزمات أولادهم  ولديهم أربعة وخمسة أبناء يدرسون وقلت للمدرسين لاداعي للتعقيد.

إنه المدير الإنسان جابر الخواطر تلطف بأفعاله تجاه البسطاء وجبر بخواطرهم (وقولوا للناس حسنا)