آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-11:59ص

طز بالمدرسة!

الخميس - 11 أغسطس 2022 - الساعة 08:55 م

بكيل البتول
بقلم: بكيل البتول
- ارشيف الكاتب


كلمة "طز" كلمة عثمانية قديمة وتعني ملح الطعام وكان الجنود الأتراك عند مرور التجار العرب بنقاط التفتيش العثمانية آنذاك يقوم العسكري العثماني بجمركة البضاعة وعند وصوله للملح فإنه يعفي التجار العرب كون الملح من المقومات الأساسية ؛ فيستثني ملح الطعام قائلا 'طز' معنيا ببضاعة الملح أي لا تحتاج جمركة وهكذا أدخلت الكلمة لقاموسنا العربي اليومي فأصبحت كلمة 'طز' تعني لاقيمة للموجود وعدم الاكتراث بماحوله وأصبح العامة يرددونها كثيرا 'طز ب ....' .

فكم اليوم من شبابنا ممن إستهانوا بقيمة العلم ولهثوا وراء لعاعات المال تاركين نورهم خلف ظهورهم فأضحى طلاب اليوم وهم كثير يتهربون من مدارسهم وجامعاتهم ولسان حالهم 'طز بالمدرسة' ؛ 'طز بالجامعة' ؛ 'طز بالعلم' وأهلا بالريال وقرناءه وياليت يكون بالوجه الأجنبي ؛ فما عاد المدرسة تعنيني إن كانت لا تعطينا نقودا لنقضي بها حياتنا ونترفه بها ؛ فصرفتي اليومية هي راتب المعلم الشهري ؛ وعلى هذه الترانيم باتت الجامعات والمدارس خاوية على عروشها ولم يرتادها إلا القلة القليلة بينما الغالبية العظمى قد تم غسل أدمغتهم وضلوا طريقهم وأرشدهم جهلائهم وأخبروهم بأن التعليم لا يفيد بشيء والمصيبة العظمى أن ترى الكثير من المثقفين والعقلاء ينجرون وراء هذا الفخ ليفيق الجميع وهم في سرداب الجهل ونفق التخلف ودرب الضياع!

عذرا يامن سلكت درب الجهل فبالعلم تتقدم الأمم ويرقى الإنسان وتبقى المدرسة هي العنوان وهي نقطة الإنطلاق وهي الماضي والمستقبل والحاضر وبغيرها فلا مستقبل سوى سراب وخيال؟

صحيح بأن وضع التعليم في وطني مزري وحالة المعلم يشيب لها الإنسان ولكن عندما تغلق مدارس التعليم فاعلم بأن الخطر قد أصاب الإنسان وأن الحياة قد وصلت للهوان ؛ فمن حولنا كانت الحروب تستنزفهم ومع ذلك تمسكوا بشعاع المعرفة وقاوموا من أجله لأنهم قوم عرفوا قيمة العلم فعرفهم وقدرهم ؛ ومتى ما أهين العلم والعلماء هان أهله وقد قيل "من أغلق مدرسة ...فتح سجنا"!

فطز فيمن يقف عائقا أمام طريق العلم وطز فيمن شجع على نشر الجهل وطزين وثلاثة على من حرم المعلم حقوقه وأوصله لما هو عليه اليوم؟