آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-07:45م

عبقرية المشهور .. مآثر لاتنطفئ (7)

الأربعاء - 10 أغسطس 2022 - الساعة 04:57 م

هاشم بن عبدالله الحامد
بقلم: هاشم بن عبدالله الحامد
- ارشيف الكاتب


مهما تجمع المعارضون والمتعنتون وأرباب الضلال ومهما شيدوا من سدود ليحولوا دون  منع أنوار الدين ومهما سهلوا سبل السفاهة وإغراء الكثير  بملذات ومتع الدنيا، وكذلك أختلاق الأكاذيب ونشر الشائعات ضد أئمة الإسلام.
   بذلك حوصرت الامة بين عدوين اثنين عدو جاهل ٌ أحمق ينبهها من نومها، وعدو ذكي يخطط منذ زمن ولم يزل، لايشعرك بعداوته بل يشعرك بصداقته، وهو الأخطر، فصارت الحصون مهددة وأول من استخدمهم العدو شبابنا وفتياتنا وللأسف من يزر بعض المجمعات التجارية ير بعض المناظر التي تسيء للإسلام من خلال اللباس والكلام الفاضح ولقد كان الناس في الماضي القريب  لاينظرون إلى الحرام فيتركونه بل ينظرون إلى العيب فيجتنبونه.

ولقد قدم فقيد الأمة رحمه الله رؤيته ووثيقته لتحليل المرحلة ، فوضع قواعد للثوابت والمتغيرات  وطالب ان لا يكون الإنسان فيها آنيا يعيش اللحظة فقط ، ليس له نفع متعد فأعاد صياغة منهج السلامة  الذي أصولة ثابته ومستنبطة من سلامة المنهج، فوضع حواضن للشباب والفتيات الذين يعانون خوفا وتراجعا وترددا و فقرا في اللغة وفقرا في الاستعداد النفسي، ففتح الأربطة ودور الزهراء لإبراز المواهب في الخطاب الواعي، وبنى العقيدة القوية،  المرتبطة بسلامة العلاقة بالله،  وغرس ثوابت  بأن العبودية لله ليست ضعفا إنما هي سر القوة، فكانت مفاهيم معالمها هي بناء الشخصية القوية .

  وقد عاش رحمه الله  على  يقينيات ثابتة قدم فيها روافد ووضع لها إضاءات  ، إن العلم هو حياة القلوب، وشفاء الصدور  ورياض العقول ودليل المتحيرين والميزان الذي توزن به الأقوال والأفعال على ذلك شيّد المكتبات في الأربطة ، وغرس في الطلاب المثابرة على أخذ المعلومات وحفظ المنظومات،  وعلى هذا كانت حياته كلها إما طالبا للعلم أو معلماً كان حريصا على كتابة الفوائد العلمية وكان يسجل محاضرات العلماء ثم يقوم بتفريغها، حتى قبل أيام من وفاته وهو حبيس سرير المرض كان يقرأ عليه في بعض من كتبه . 
كان المنهج الذي يحمله هو ربط العلم بالعمل فكان يقول إن العلم وحده لا يكفي في تربية الشعوب، وإن التربية تحتاج إلى إعداد وممارسة وقدوة حسنة ولا تتحقق بمجرد التلقين والوعظ 
بذلك يصلح الدين، ويحفظ العقل، ويصان العرض، ويكرم الإنسان، وتزكو الأموال 
وإن الذي ميز  أطروحات فقيدنا أنها كانت مكسوة بإكسير الحب والشفقة على الأمة والرفق والبساطة  والاعتدال  وعدم الشطط ، بذلك عالج كثيرا من العادات والتقاليد الفاسدة.

    والمتأمل في منهجية العلامة المشهور رحمه الله يجد أنها مآثر لاتنطفئ مندمجة  وممتزجة ، ففيها البلاغة في الكلام، والحجج والبراهين للعقل ، والسمو للروح، والطمأنينة للقلب .

وللحديث بقية

هاشم بن عبدالله الحامد