آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-07:28م

ليس حال المعلم وحده .. حال المواطن ايضا من حال المعلم

الإثنين - 08 أغسطس 2022 - الساعة 11:53 م

احمد الجعشاني
بقلم: احمد الجعشاني
- ارشيف الكاتب


أن يتوقف التعليم في عدن . وهذا ما لم يتمناه احد ان يحدث . لما فيه ضرر وخيم على ابنائنا ومنظومة التعليم العام . ولكن هناك ماهو اهم من التعليم . هو ليس مهم كيف تعيش ولكن  الاهم أن تعيش جيدا . تعيش حياة كريمه .   لهذا لقد فقد المعلم الحياة الكريمة امام  معاش هزيل لا يكفي حتى الاكل والشرب . ولايمكن له الصمود امام هذا الغلاء . ويجب أن يكون هناك فهم وادراك لما يعانيه المعلم من تحديات صعبه وقاسيه في المعيشة وحياة ضنك  تواجه المعلم . 

ولكن ما يواجه المعلم ومايعانيه . ليس في حال افضل من بقية المهن في شتى المجالات الأخرى . وما يحدث للمعلم وهو لسان حال مايحدث في بقية القطاعات الاخرى . وهي المطالبات الحقوقية وتحسين مستوى الدخل المادي للمواطن امام غلاء الاسعار وانهيار قيمة الريال . فالمعلم لايختلف عن بقية شرائح المجتمع انها حقوق طبيعية لجميع المهن المختلفة  في كل القطاعات .

 ولعل الاكثر ضررا هم أولياء الامور . من عودة التعليم العام واستئناف العام الدراسي . لما فيه من مصاريف اضافيه  كثيرة قد لايتحملها الكثير من أولياء الأمور . والسبب في ذلك الارتفاع الكبير في الاسعار الذي لا يستطيع  تحمله المواطن . او ولي امر الطالب من ملابس وكتب ودفاتر ومواصلات خاصة لفتيات الثانوية العامة . بينما مستوى دخل المواطن لايكاد يكفي قوت يومه براتب هزيل لايتعدى ستون الف او اقل من ذلك . اننا امام مأساة معيشيه حقيقيه  يعاني منها المعلم وكذلك بقية شرائح المجتمع و المهن  وليس المعلم وحده فقط من يعاني .

أن سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية . وتردى الخدمات والارتفاع المتكرر للاسعار . مع انخفاض قيمة الريال . ادى الى كثير من الاحتجاجات والتضاهرات من جميع شرائح المجتمع . المطالبة بزيادة الاجور وتحسين مستوى الدخل للمواطن . بالامس خرج القضاة مضربين واعلنو وقف المحاكم حتى تستجيب مطالبهم . وهم يعدو من الوظائف العليا في الدوله . فما حال المعلم الا وهو اقل درجة في الوظيفة عن القضاة واقل أجر .

الا أن الحكومة لم تستجيب لكل هذه الصيحات . التي يطلقها المواطن . وما يعانيه المعلم ليس اكثر مايعانيه الجندي الذي لم يستلم راتبه منذ اشهر . او الطبيب العام الذي يستلم ستون الف ريال يمني . او الموظف الاداري الذي يستلم سبعون الف . بل الاكثر ضررا هم المتقاعدين الذين يتقاضون من أربعون الف . حياة صعبة يعاني فيها المواطن في كل شرائح المجتمع . وتحديات اصعب في تردى الاوضاع المعيشية الصعبة امام هول الغلاء الفاحش . وحتى لو لم يضرب المعلمين فهناك من أولياء الأمور قد احجمو عن ارسال أبنائهم الى المدارس.

فهناك من باع مقتنيات بيته حتى يوصل أولاده الى المدارس . ان الهوة واسعة وكبيرة جدا بين دخل المواطن الشهري ومايواجه في الواقع امام غلاء مستعر لايرحم . ولايمكن الصمود امامه اصبح الاكل والشرب هم كبير . ولا يكفي حتى بقية الشهر .  قد يستدين المواطن او يعمل في مهنة اخرى لاجل مواصلة الحياة فقط . ناهيك عن مصاريف التعليم ومستلزمات الدراسة وغيرها . مثل حليب الأطفال و الدواء اذا كان  لديك مرضى في العائلة . أن هناك  انحدار كبير في معيشة المواطن . وقد بلغ اقسى درجات الغوث والحاجة . اننا امام  مجاعة قد تصل حتى اصحاب المهن العليا من مهندسين وقضاة واطباء عمومين. فما بال اصحاب المهن الدنيا الذين هم اقل مستوى دخل من غيرهم . 

ان تأنيب بعض الاعلامين . وبعض مواقع التواصل  على اضراب المعلمين . ووقف التعليم العام  غير مبرر وغير واعين . لم وصل اليه حال المواطن في عدن . ولا يمكن لناس الصمود امام هذا الغلاء الفاحش . اصبح هم الناس كيف يجدون الطعام والشراب فقط . امام راتب هزيل لايكفي . لقد يأس المواطن من النياح والصياح . فما حاجة التعليم اذا كان الناس لاتجد قيمة الطعام .

 ليتوقف التعليم . ان لم تبادر الحكومة الى رفع اجور المعلمين . وبقية المهن ذو الرواتب الادنى . وتحسين معيشة الناس . فلم يعد يستطيع  الناس الصبر اكثر مما صبروا.