آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-10:23ص

كلب الحايك !!

الإثنين - 08 أغسطس 2022 - الساعة 10:23 م

د. عبدالكريم الوزان
بقلم: د. عبدالكريم الوزان
- ارشيف الكاتب


كلب الحايك أو كلب الخياط  وفي اللهجة العراقية ( جلب الحايج )، مثل يتداوله العراقيون وأشقاؤنا في بعض البلدان العربية . 
مفاد الحكاية : انه في إحدى القرى حيث يتاجر الناس ‫بتربية الاغنام قام ذئب بمهاجمة قطيع فيها .. ﻓﻬﺮﻋﺖ كلاب ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ خلف ﺍﻟﺬئب للانقضاض عليه ، الا ان التعب أعياها فتوقفت وعادت ﻟﻠﻘﺮﻳﺔ ﺇﻻ كلب ﻭﺍﺣﺪ بقي ﻳﻄﺎﺭﺩ الذئب .. ﻭعندما ﺗﻌﺐ الأخير توقف واستدار نحو  الكلب متسائلا:  .. هل ﺍﻧﺖ كلب ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻐﻨﻢ؟!.‬
‫الكلب: ﻻ ..‬
‫الذئب: وهل انت كلب ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ؟!‬
‫الكلب: ﻻ ..‬
‫الذئب: وهل ﺍﻧﺖ كلب ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ؟!.‬
‫الكلب: ﻻ ..‬
‫الذئب: من صاحبك اذن؟!.‬
‫الكلب: ﺃنا كلب خياط القرية !!..‬
‫الذئب: وهل ﺍلخياط يملك ﻏﻨما؟!‬
‫الكلب مستهزئا : لا يملك ولا خروفا واحدا!!.‬
‫الذئب: وهل أصحاب الأغنام  حينما ﻳﺬﺑﺤﻮا أغنامهم  يطعمونك بعظمة او لحمة؟!‬
‫الكلب: ﻻ .. يطعمون كلاﺑﻬﻢ فقط وأنا أتفرج !!. ‬
‫هنا صرخ الذئب  بوجهه: كلب ابن الكلب سأجعلك ﻋﺒﺮﺓ لجميع الكلاب وسأمزقك إربا .. منذ ساعة وانت  ﺗجري خلفي ﻭﺍلخياط  ليس لديه خروف ،  وأكثر من ذلك  غير مستفيد منه ولا حتى من سكان القرية!!. ‬
‫محطتنا اليوم عند بعض الشخصيات والجهات التي تعمل على تأزيم المواقف وتصب الزيت على النار ، بدوافع مذهبية أو طائفية أو بسبب طفح قلبها وعقلها بضغائن وأحقاد دفينة شرب الدهر عليها وأكل . والأنكى من كل ذلك ان منها من يمتلك وسائل اعلام خطابها الاعلامي  يصمم وفق سياساتهم وأهدافهم  فتعمل على ارباك وتضليل وتأجيج الرأي العام ، في وقت يكون البلد أحوج من غيره للحكمة والعقل والبصيرة والحيادية .‬
‫العراقيون اليوم جميعهم بقارب واحد ومن مصلحة الركاب اليقظة والحرص بدلا من الاندفاع والسير بنظام القطيع ، فقد عانوا الكثير من الويل والحرمان والتجهيل المؤدلج وضحوا بالغالي والنفيس ، حتى صلة أرحامهم تقطعت ، ولابد من اتخاذ قرار شعبي جماهيري  عاجل موحد يعيد الحال الى سابق عهده بعيدا عن الكلاب الضالة ومنها " كلب الحايك "!!.