قبل أسابيع استقبلت في مكتبي في باريس الخبيرة الفرنسية في مجال ترميم الآثار مارلين باريه التي عملت في اليمن سنوات طويلة.
تحدثت عن ترميمات أجرتها لبعض المباني الأثرية وبعض الممتلكات الثقافية، وعن خططها للعودة مجدداً إلى اليمن.
كانت عيناها مغرورقتين بالدموع، وهي تتحدث عن القاضي علي أبو الرجال، الرجل "الاستثنائي" الذي يرقد على فراش المرض.
أمس كتبت لها:
مات "إرشيف اليمن".
ردت:
حزينة جداً لهذا الخبر، خسارة كبيرة لليمن وذاكرته التاريخية.
لم يكن القاضي أبو الرجال مديراً مهماً لإرشيف اليمن وحسب، لكنه كان شخصاً عظيماً، إنساناً خيّراً، ورجلاً يتمتع بالحكمة والفطنة. كل تلك الصفات جسدتها شخصية نبيلة ذات حضور.
أضافت:
إن شخصيته الكاريزمية المتسمة بالروحانية والعزة، والتي تجسد الروح اليمنية، لا يمكن إلا أن توحي بالثقة والاحترام لمن أتيحت لهم فرصة مقابلته والعمل معه.
لتواصل:
لقد تمثل القاضي أبو الرجال في نفسه التراث التاريخي الذي شكل الثقافة اليمنية عبر آلاف السنين ، وجسد المثل العربي الشهير (حديث نبوي) الذي يؤكد أن "الحكمة يمانية".
مضيفة:
دعونا نأمل أن يتمكن الآخرون في هذه الأوقات العصيبة من الحفاظ على هذا التراث النبيل ونقله عبر الأجيال.
ثم قالت:
أنا فخورة بمعرفته.
لتختم:
فليرقد بسلام.
