آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-08:00م

لا معنى للسلام بدون مصداقية

الإثنين - 08 أغسطس 2022 - الساعة 01:18 م

مطيع سعيد سعيد المخلافي
بقلم: مطيع سعيد سعيد المخلافي
- ارشيف الكاتب


تشهد الازمة اليمنية منعطف حاسم وتحول تاريخي قد يكون فاصلاً بين مرحلتي الحرب والسلام وقد يتحول الى عبء إضافي يزيد من المعاناة والكوارث والتصعيد والانتقام .

فمن خلال الحراك الذي تشهده القضية اليمنية في الفترة الأخيرة لاحظنا أن لغة الحوار والسلام قد أصبحت اللغة السائدة والأكثر انتشاراً وتداولاً على المستوى الشعبي الذي أصبح يدعو ويحلم به أكثر من أي وقت سابق وعلى المستوى الخارجي الإقليمي والدولي والأممي الذي تحول فجأة من راعي وداعم للحرب الى منادي وراعي للسلام .

هذه اللغة المتداولة عن السلام لا يمكن ان تجد طريقها الى الواقع بدون مصداقية عبر الكذب والتدليس والخداع وتسويق المبررات والزور والمغالطات أو بإجادة الإدلاء بالتصريحات وحسن صياغة البيانات وترتيب بنود الهدن والاتفاقات وإنما تحتاج إلى ترجمة حقيقة على ارض الواقع عبر خطوات فعلية تبادر بها الأطراف المتصارعة وتباركها القوى الشعبية والدول الراعية.

كما إنه لا يمكن أن تتم بشكلاً جزئي وبطريقة الاختيار والانتقاء وبطعم الموت ورائحة البارود وبانتهاك الهدنة واستهداف المدنيين والابرياء ولا مع من يتلاعب بالأمن والأمان ويعرقل التقارب والتسامح والإخاء وإنما تتم بإسكات أصوات المدافع وايقاف طلقات القناصات والبنادق ومع من يستشعر المسؤولية ويقدم التضحيات والتنازلات وينفذ بنود الهدن والالتزامات وبحس بقيمة الوطن وحياة المواطن وقيمة الإنسانية.

يجب أن تكون هذه المرحلة مرحلة تقييم لأطراف الصراع يتم خلالها معرفة الطرف الملتزم بالتعهدات وبالسير على طريق السلام ليتم دعمه ومساندته والوقوف في صفه ومعرفة الطرف المتنصل عن للاتفاقيات والمخالف لطرق السلام ليتم اعتراضه والوقوف في طريقة ومحاربته بكل الإمكانيات والقدرات.