آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-10:46م

الإصلاح .. وصناعة الوعي الثقافي

السبت - 06 أغسطس 2022 - الساعة 09:12 م

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


لم يكن حزب التجمع اليمني للإصلاح حزباً منغمساً في بحور السياسة فحسب كما يتصوره الكثير جهلاً منهم .. بل هو حزب منفتح تسوده مبادئ الشمولية وتعدد العطاء منذ أن أشرقت شمسه على سهول الوطن وسواحله وهضابه وأوديته.

من أجل ذلك أعجبتُ كثيراً حينما أقام إصلاح ساحل حضرموت ـ مدينة المكلا ندوة ثقافية فكرية عن العطاء الفكري والالتزام الوطني للمؤرخ الكبير محمد عبدالقادر بامطرف رحمه الله تعالى .. وما اشتملت عليه تلك الندوة من أوراق بحقية ألقاها مجموعة من الأساتذة الفضلاء.

أجيال اليوم بينهم وبين الثقافة هوة واسعة لم يعمل أحد على تجسيرها على مدى سنوات طوال .. فالمثقفون يعيشون في بروجهم العاجية منفصلين عن المجتمع إلا من رحم الله .. وهي إشكالية قديمة يدركها الكثير من المفكرين ..

وإن جئت تجالس الشباب وتتبادل معهم أطراف الحديث وجدتهم لا يملكون ولو شيئاً بسيطاً من أبجديات الثقافة .. وأصابك الذهول من ضحالة التفكير وسخف الاهتمامات نقول ذلك مع شديد الأسف ..

ومع ظهور تقنيات العصر الحديث من جوالات وحواسيب وشبكة عنكبوتية .. فبدلاً من أن تترقى ثقافتنا ويزداد مخزوننا منها بفعل تلك التقنيات المساعدة .. فإنها قد أثرت سلباً في صناعة المحتوى الهزيل ..

 ومن رام التأكد فليلقِ نظرة على مجمل النقاشات والمهاترات العقيمة على وسائل التواصل الاجتماعي مع التأكيد على عدم عمومية الحكم.

وحتى لا يدركنا مرض التجاهل لتراثنا وثقافتنا وتنقطع الصلات بين الأجيال .. فإن تنظيم مصفوفة من المناشط الخاصة بالجوانب الثقافية كفيل بتنشيط الذاكرة الثقافية وإحيائها من الموات أو البيات الشتوي الذي أصاب الكثير من العقول ..

وهنا انبرى حزب الإصلاح ـ كما نعهده على الدوام ينبعث في قمة احتياج المجتمع إليه ـ ليزيل التراب وينفح الروح في الجسد الثقافي الحضرمي .. 

فشكراً لهم من القلب على هذه المبادرة الرائدة في سبيل بعث تراثنا الوطني العريق.