آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-05:11ص

حضرموت وعهد جديد

السبت - 06 أغسطس 2022 - الساعة 08:35 م

رشاد خميس الحمد
بقلم: رشاد خميس الحمد
- ارشيف الكاتب


بما أن لكل بداية نهاية لقد أسدل الستار على حكم المحافظ السابق فرج  البحسني وأصبح من الماضي بل  في طي النسيان أنقضت تلك الفترة  بحلوها ومرها ونقول تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم  .

ولن أقف كثير عند ذلك الماضي وجزيئاته المؤلمة  إلا من باب الاستفادة منه وأخذ  العبرة والعظة .

وأصبح جميع الحضارم في انتظار انطلاقة عهد جديد وأيديهم على قلوبهم تعد  تنبضاه وأعينهم تراقب عقارب  الساعة وأياديهم ترتفع إلى السماء ولسانهم يبتهل بالدعاء بفرج قريب من واقع أليم ومنقذ كاذب . 

يترقب  الحضارم وصول البرلماني بن ماضي لكرسي المحافظة ومباشرة عمله وأمامه ملفات كثيرة وعقبات كبيرة ولكنها ليست بالمستحيلة ولا الصعبة بقليل من الجهد والتخطيط ستحقق نتائج عظيمة .

إن من يملك القرار الأول بمحافظة النفط والثروة عليه أن  يدرك تماما أن عيون كل القوى المحلية الرئيسية والإقليمية المتصارعة  على خيرات حضرموت    وليس هناك شيء  أجمل من الحياد بقدر المستطاع لأن المخرج هو الأمر الناهي ونذكره أيضا  بضرورة العمل من أجل حضرموت فقط عبر مؤسسات الدولة وبالنظام والقانون  ويجب التعاطى مع المشهد بذكى بعيدا كل البعد عن قوى الصراع المحلى وكلاء الخارج لأن حضرموت لاتنحني أبدا فتلك القوى   تجيد الارتزاق وتبحث عن مزيد من التكسب على حساب الشعب لعيون الممول والداعم  .

ليس أمام المحافظ الجديد وهو يخطو نحو قصره  إلا أن يتيقن أن دولة المؤسسات والقانون والتعيينات وفقا الكفاءة والخبرة والعمل بجدية ومسؤولية مع أحترام المؤسسات السيادية في الدولة هي المخرج الحقيقي والمنقذ الوحيد من الكابوس الجاثم على صدور الحضارم وعليه أن يضرب بيد من حديد على كل الفساد والمفسدين والمتلاعبين بالمال العام وخيرات الوطن  فهم أساس كل دمار ورأس كل بلية. 

إن الضرورة الملحة هو المحافظة على لحمة النسيج الاجتماعي الحضرمي وجمع الأطياف والتكوينات السياسية وتوحيد كلمتها من أجل حضرموت فقط وليس لأي طرف سياسي بعينه يعد في غاية الأهمية ومن الأولويات المحلة فحضرموت مع نفسها وليست مع أي جهة أخرى فحان الوقت لتجاوز كل المعضلات وكسر الحواجز والعمل بروح واحده . 

إن المتأمل في المشهد اليمني ككل يدرك أن الفاعل الدولي يتجه نحو السلام ويريد للحرب أن تضع أوزارها وذلك بتمديد الهدنة فترات أخرى ربما تبقى مستمرة يعطي فرصة أكبر أن يعمل المحافظ الجديد بكل هدوء وخطوات ثابتة نحو تنمية وازدهار حضرموت بسواعد رجالها المخلصين  .

 ستبقى حضرموت خير رافدا للوطن وحصنه الحصين ودرعه الواقي حتى يستعيد قوته ومكانته وحان لحضرموت أن تستعيد  دورها الريادي والمنشود في تقديم نموذج يحترمه الجميع ويحقق لأبنائها  العيش بكرامة وشموخ وعزة .