آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-02:43م

الوطن للجميع.. والجميع بلا وطن!

السبت - 06 أغسطس 2022 - الساعة 08:09 م

بكيل البتول
بقلم: بكيل البتول
- ارشيف الكاتب


“من الغباء: أن أدافع عن وطن لا أملك فيه بيتاً! ومن الغباء: أن أضحي بنفسي ليعيش أطفالي من بعدي مشرّدين! ومن العار: أن أترك زوجتي فريسة للكلاب من بعدي! الوطن حيث تتوفر مقومات الحياة… لا مسببات الموت! والإنتماء كذبة إخترعها الساسة لنموت من أجلهم… لا أؤمن بالموت من أجل الوطن؛ الوطن لا يخسر أبداً… نحن الخاسرون…. عندما يبتلي الوطن بالحرب ينادون الفقراء ليدافعوا عنه ؛ وعندما تنتهي الحرب ينادون الأغنياء ليتقاسموا الغنائم” قالها الأديب محمد الماغوط تألما وحسرة وواقع عاشه بعلقمه المر!

الوطن؛ كلمة خفيفة على لسان المنتفعون وثقيلة على المخلصين ويرددها الملايين بوعي وبدون وعي ؛ بمصلحة أو بدون مصلحة ولكن يبقى السؤال الذي يجب أن يسأل نفسه كل فرد ما هو الوطن ؟

الوطن بالنسبة لنا كيمنيين تاهت بنا الطرق وخذلتنا الدروب هو العيش في "مثلث الضياع" ؛ فبلادنا منحتنا حربا وحيدة لاتنتهي وعندما أتيحت لنا فرصة للنجاة وهبتنا قاربا للأمل والغرق معا ؛ وضاعفت من آلامنا المستمرة؛ ف آه على وطن يتغنى به الكل ويقسم الكل على الموت من أجله؛ وعندما تشتد النائبات يتقاسمون ثرواته ويغنمون المغانم ويدافع عنه فقراءه وبسطاءه !

أهكذا هو الوطن يا من خولتم قيادة الأوطان ؛ وتترنمون بأناشيده وتغردون بإكذوبة" الوطن للجميع"؛ فلم يعد الوطن الحقيقي إلا في قلوب الشرفاء والبسطاء والأوفياء.

على ثرى وطني المسلوب أهين المعلم وقتل الطبيب وغيب الأكفاء وأقيل الشرفاء وسفك دم العلماء وأغتيلت البراءة ؛ وعلى أرض وطني سلب الأمن وضاع الأمان ؛ وفي أزقة وطني أيضا يتضور عفيفي النفوس جوعا وباسم وطني أيضا نهبت الحقوق واندثرت الخدمات وعلى ضفاف وطني غرق المواطن وتقاذفته أمواج الأزمات ونهشته الحرب ولم يبقى من أبناء وطني سوى القلة القليلة الذين لا زالوا متشبثين بخيط من الأمل يحذوهم لعل وعسى قافلة تأتي لتقذفهم إلى شاطئ الأمان!

الوطن ليس أرض تقتسموها أو عمارة تقطنوها أو أموال تجنوها !

الوطن هو البيت الذي يتسع للجميع وهو الأرض التي يطأها الكل بأمان ويعيشوا على ثراها بود وحنان ؛ الوطن هو ود وتعايش وسلام وعندما لا تجد هذه الأوصاف فعلى الوطن سلام وسلام على شرفاء ؛ فنحن نعيش في وطن كالغابة والبقاء فيه للأقوى فعن أي وطن تتحدثون ؟

إذا فالوطن لا يتسع للجميع بل يسعى بجوده وكرمه لقادته ومنتفعيه ويضيق على فقراءه وبسطاءه!